فرق كبير جدا بين أن تكون قائدا حقيقيا يتحرك وفقا لخططه وأفكاره؟ أو مجرد «نفر» أو بمعنى أصح «دمية» تحركها تعليمات الغير، أو الانفعالات العصبية أو قلة الحيلة.
فرق كبير جدا أن تكون رئيسا بجد يعرف متى يتكلم؟! وماذا يقول؟!، وبين أن تكون ظلا لا أثر ولا تأثير له، «سد خانة» يعنى، أو «كتلة» تملأ حيزا من الفراغ تتكلم قبل أن تفكر، وتتهم قبل أن تحصل على دليل، وتتمتم بما لا تدرك، وتعد بما لا تقوى على تنفيذه.
فرق هائل يمكنك أن تكتشفه بنفسك وتتحسر على «بختك» و«بخت» مصر حينما تقارن بين ما يمتكلونه هم ويفرحون بالهتاف له سيدى الرئيس، وبين ما نمتكله نحن ولا نعرف له اسما معبرا عن حقيقته.
فرق شاسع يمكنك أن تلمسه وتشعر به حينما تتابع أداء الرئيس الأمريكى باراك أوباما وتصريحاته وخطواته السياسية والإدارية عقب تفجيرات بوسطن الإرهابية، متى تكلم؟، وماذا قال؟، وكيف خرجت التصريحات من فمه؟ وكيف تحرك لإدارة أزمة بلاده بعد دقائق من حدوثها وليس بعد ساعات أو أيام مثلما فعل «مرسينا» فى قضية الخصوص وغيرها.
لأنه رئيس «بجد» ولم يكن مجرد بديل ساعده الحظ وعصر الليمون على الوصول إلى قصر الرئاسة كما كان حال مصر، بدأ أوباما تحركاته للتعامل مع أزمة انفجارات بوسطن بعد دقائق قليلة من التفجير الأول، ولأنه كما قلنا رئيس «بجد» لا يكذب ولا يتجمل ولا يدعى معرفة ما لا يعرفه، ولا يدير أمور الدولة بالفهلوة والارتجال خرج أوباما ليؤكد بشجاعة أن البيت الأبيض لم يعرف بعد الجانى، وقال بالنص: (لا يجب أن يتسرع أحد فى الاستنتاج قبل أن نعرف كل الحقائق، وسوف نتوصل إلى حقيقة ما حدث وسنعرف من فعلوا هذا ولماذا فعلوه). ثم كرر قائلا: (سنكشف هوية من قام بهذا العمل وسنحاسبه).
فعل أوباما هذا ولم يخش من اتهامات تلاحقه بأن الرئيس لا يعرف الجناة، ولم يخش أن يتهمه أحد بأن الرئيس لا يعرف لأنه رجل عاقل ويعلم تماما أنه لا يعيب الرئيس – أى رئيس - أن يقول لا أعرف ولكن العيب كل العيب وكل الفضيحة أن يقول الرئيس أنه لا يعرف وهو لا يعرف أو ربما يكون أجهل الجاهلين.
أوباما تصرف على هذا النحو لأنه رئيس «بجد» كما قلنا، ولأنه يملك الأخلاق التى تمنعه من الكذب على شعبه من أجل الحصول على تهليل مؤقت فى ميدان أو فى صحيفة حزب أو فى فضائيات دينية، ولكى تعرف لماذا يحصل أوباما ومن مثله على لقب «رئيس بجد» بينما يحصل آخرون على لقب «الكتلة التى تشغل حيزا من الفراغ»؟!، يمكنك ببساطة أن تقارن ما سبق من تصريحات وطريقة لإدارة الأزمة بما فعله الدكتور محمد مرسى أثناء كارثة استشهاد جنود رفح، أو كارثة فتنة الخصوص أو أى كارثة أخرى شهدتها البلاد فى عهده.
تحرك الدكتور مرسى بعد الحادث بساعات، وقال إنه سيزور موقع الحادث، ولكنه فاجأ الجميع بزيارة خاطفة للعريش، وقبل أن يدرس القضية أو يحصل على معلومة واحدة عن الجناة أو طبيعة الحادث، صرخ أمام الكاميرات قائلا: (غداً سيرى مرتكبو هجوم سيناء رد فعل قوى وسيدفعون الثمن غالياً)، ثم أضاف على ذلك جملة أخرى تقول: (لا مجال لمهادنة هذا الغدر وهذا العدوان، وسيرى الجميع أن القوات المصرية قادرة على مطاردة وملاحقة المجرمين أينما وجدوا).. ولأنه لم يكن يعرف ماذا يقوله؟، ولأنه اعتاد منذ الحملة الانتخابية أن يكذب على الناس بوعود يعلم يقينا أنها بعيدة عن الحقيقة والتنفيذ، قال الدكتور مرسى ما قاله متخيلا أنه سيحصل على لقب شجيع السيما دون أن يدرى أن الأيام ستمر لتثبت أنه أضعف من أن يحقق الوعود، وأنه يتكلم دون خطة، ويصدر قرارات دون دراسة، ويلون تصريحاته بالألوان دون أن يملك قدرة على تنفيذها، وتلك أشياء لا يفعلها الكبار أبدا.. لا يفعلها الرؤساء «اللى بجد» أبدا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة