هل أصبحت مصر «ملطشة» ومستباحة إلى هذه الدرجة من كل من هب ودب فى الخارج والداخل؟
الكل يتجرأ على مصر ولا يتعامل مع تصريحات الرئيس أو المسؤولين فيها بعين التقدير والاحترام، فهيبة الدولة لم تعد عند أحد والتجرؤ عليها أصبح طقسا يوميا، وإلا فماذا تعنى تصريحات وزير البيئة السودانى حسن عبدالقادر أن الرئيس مرسى وعد المسؤوليين السودان بإعادة «حلايب وشلاتين» للسيادة السودانية أثناء زيارته الأخيرة للخرطوم، هل تصريحات الرئيس مرسى نفسه ثم المتحدث الرسمى للرئاسة المصرية بالتأكيد على السيادة المصرية على كل حدودها الجنوبية وأنه لا تفريط فى رملة من رمال مصر، لم تردعه أو تجعله على الأقل يتحدث بلغة دبلوماسية.
مع احترامنا وتقديرنا وإيماننا العميق بالعلاقات الاستراتيجية والحيوية والتاريخية مع الشقيق السوادانى، لكن الإصرار على إظهار الرئاسة المصرية بأنها الطرف المتهاون والمتخاذل فى الحفاظ على السيادة المصرية والتعامل مع أزمات الحدود بغموض والتباس وتصريحات متناقضة، هو نوع من أنواع التجرؤ على مصر وعلى هيبتها التى تآكلت كثيرا وتضاءلت فى زمن الإخوان.
وقد يرى البعض أن من تهون عليه حدوده وهيبته وسيادته على أراضيه وجعلها مستباحة شرقا وجنوبا وغربا، يسهل هوانه على الآخرين حتى لو كانوا أشقاء أو أصدقاء، فما بالك لو كانوا أعداء.
الرئاسة المصرية مطالبة بإزالة حوائط الغموض والالتباس من أمام الحقائق الغائبة عن الوضع فى حلايب وشلاتين وسيناء وحتى الحدود الغربية مع الشقيقة ليبيا. فغياب الحقيقة والتصريحات المستفزة من بعض قيادات الجماعة عن الحدود والخلافة والدولة الإسلامية الكبرى تشعر المصريين بأن هناك مؤامرة كبرى على الوطن من أجل تفتيته وتقسيمه والتنازل عن أراضيه فى إطار أفكار الجماعة التى لا تؤمن بحدود الوطن وسيادته – كما صرح السيد مهدى عاطف المرشد السابق للإخوان- بأن حلايب وشلاتين لا يهم أن تكون مصرية أو سودانية.
القضية هنا تتجاوز الحلول الدبلوماسية فى أزمة حلايب وشلاتين، المنطقة الممتدة على الطرف الأفريقى للبحر الأحمر والتى تبلغ مساحتها أكثر من 20 ألف كيلومتر مربع، والممتدة من زمن الاحتلال الإنجليزى، إلى شىء خطير آخر وهو الدولة المصرية وسيادتها وحدودها و.. هيبتها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة