بدعوة كريمة من الباحث مجدى عشم، مسؤول الدراسات الحرة بجمعية الجزويت والفرير بالمنيا، شرفت بإدارة حوار لندوة جماهيرية، تحدث فيها المفكر والصحفى سعد هجرس، تحت عنوان مستقبل التعددية السياسية، مساء الأحد الماضى. غلب على الحضور الشباب من مختلف الاتجاهات، ولفيف من قادة الرأى والأحزاب فى المدينة.
تحدث هجرس عن تاريخ وطبيعة الدولة المصرية العريقة، وأكد أن المصريين عرفوا فى المرحلة الليبرالية الدولة المدنية؛ لكنها لم تكن دولة حديثة، وفى المرحلة الناصرية عرفوا الدولة الحديثة؛ لكنهم لم يعرفوا المدنية، والمرحلة المباركية عرفوا الدولة المملوكية التى تسعى للتوريث، وجاءت ثورة 25 يناير كاشفة وليست منشئة لتفكك الدولة.
وفى ظل حكم الإخوان والأخونة شهدت الدولة مزيدا من التفكك، سواء فى سيناء أو النوبة، ولم يستطع الحكم أو المعارضة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتحول الأمر إلى «توازن الضعف»، والاقتصاد ينهار، والاحتياطى يتسرب، والعنف يسود، والدماء تتسع، من الاتحادية وصولاً للخصوص، والرموز تهان، المحكمة الدستوية ومدينة الإنتاج الإعلامى تتم محاصرتهما، ومشيخة الأزهر التى لم يجرؤ أحد على إهانتها منذ الحملة الفرنسية تقتحم، ورمز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التى لم يُعتدَ عليها على مر التاريخ، يحدث ذلك فى ظل الحكم الإخوانى. وانتهى هجرس إلى أن الوطن ليس أمامه سوى مسارين علينا أن نختار بينهما: إما الحرب الأهلية، أو الجلوس على مائدة الحوار وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة.
على مدى ساعتين، أخرج الحضور ما فى صدره من تساؤلات وتعليقات، وارتفعت درجة حرارة القاعة، الاتجاه الأول، وهو يمثل اتجاه الأغلبية من الحضور، يرفض الحوار، دون استجابة الدكتور محمد مرسى لمطالب المعارضة، مما دعا هجرس إلى أن يناوشهم ويطالبهم بالخروج من «الإخوان فوبيا»، والاتجاه الثانى، وكان يمثله مجموعة من الشباب، رأوا بضرورة مجلس رئاسى يضم عسكريين ومدنيين وإسلاميين، مؤكدين أن أى فصيل بمفرده لن يستطيع قيادة البلاد إلى بر الأمان «النجاة من الحرب الأهلية»، أما الاتجاه الثالث فكان يطالب بعودة الجيش، وبالطبع الاتجاه الإسلامى الرابع لا يرى فى الإمكان أبدع مما كان!
اتسعت القاعة لما ضاق به صدر الوطن، ورغم أننا فى مكان - له طابع مسيحى - فإن أبرز الإيجابيات أن سؤالاً واحداً عن الطائفية لم يطرح، وغلب على الحضور هموم الوطن. الإيجابية الأخرى، كما سماها هجرس شعاع الأمل، أن معظم الحضور من الشباب خاصة الفتيات، كانوا أكثر أملاً ورغبة فى الحوار والديمقراطية وقبول الآخر.
غادرت القاعة والمدينة، تقابلت مع كثيرين من المواطنين.. حالة قنوط، أزمات متعددة: أزمة وقود، خبز، بوتاجاز، والأخطر هو الشعور بعدم الأمان، ولكن الجميع يعملون، المجتمع فى المنيا أقوى من الدولة، الأفراد والمجتمع المدنى يملأون بحق الفراغ ما بين الأسرة والدولة، كل شىء ممكن من خلال السوق السوداء، وعلى رأى الصعايدة «هين قرشك ولا تهين نفسك»، ومبادرات العمل الاجتماعى تكمل المسيرة وتنوب عن الدولة فى التعليم والصحة والفن، وليس أدل على ذلك من نشاط جمعية الجزويت والفرير فى المدينة، بالإضافة إلى 500 قرية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة