أحب د.مرسى على المستوى الإنسانى والإسلامى، وأتمنى له التوفيق فى حكم مصر فى هذه السنوات الأربع الصعبة، وأن يرزقه الله البطانة الحسنة، ويجنبه ما سواها.. رغم أننى أرى أنه لم يصل بعد إلى الخلطة السرية الصحيحة لحكم مصر، وجمع القلوب على أهداف قومية ووطنية مشتركة تصلح البلاد، وتجمع شتات الشعب المصرى الذى مزقته السياسة تمزيقاً.. ويؤلمنى أن البعض أدخل د. مرسى والرئاسة فى خصومات غير منطقية ودون مبرر سياسى حقيقى.. تاركين خصوم د. مرسى الحقيقيين والذين يؤثرون فى رصيده فى الشارع المصرى بالخصم والسلب، لقد أدخلوا مؤسسة الرئاسة فى خصومة مفتعلة مع الصحافة والإعلام، مع أن أكثر هؤلاء الإعلاميين كانوا مناصرين ومحبين للدكتور مرسى إلى عهد قريب.
وكان ينبغى على مستشارى الرئيس الرسميين وغير الرسميين، أن يذكروه بالحكمة التى قالها الرئيس الأمريكى كلينتون وهو المعروف بذكائه وشعبيته الجارفة «من غير الحكمة أن تعادى صحفياًً لأنه سيهاجمك فى كل يوم، ولن تستطيع أن تفعل معه شيئاًً»، لقد قال كلينتون ذلك رداً على من قال له: «كيف ولماذا صبرت على هجوم الصحافة عليك ثلاث سنوات متعاقبة». كان ينبغى على مستشارى الرئيس الرسميين وغير الرسميين، ألا يدخلوه فى خصومة تلو خصومة، ومعركة تلو معركة.. فضلاً عن تفتيت صف الأصدقاء وتجميع صف الأعداء والخصوم من حوله.
كان ينبغى على مستشارى الرئيس جميعاًً، أن يدلوه على خصومه الحقيقيين الذين نراهم ويراهم الجميع كل يوم فى الشارع المصرى، والذين يخصمون من رصيده فى كل يوم ودون هوادة.. وهم: أولاً، أزمة السولار التى حولت كل سائق ميكروباص أو تاكسى إلى قناة فضائية معادية تعمل 24 ساعة يوميا، وذلك بسبب وقوفهم كل يوم ساعتين أمام محطة البنزين، أو شرائهم السولار من السوق السوداء.. فضلاً عن مشاكلهم المستمرة مع الركاب بعد مضاعفتهم للأجرة عدة مرات. ثانياً، أزمة البطالة: التى يتحدث عنها كل شاب مصرى والتى طالت ملايين الأسر، فضلاً عن أولئك الذين كانت لها فرص عمل جيدة ثم ضاعت منهم، فانتقلوا من الغنى إلى الفقر، مثل الذين كانوا يعملون فى الاستثمار والسياحة والاستيراد والتصدير.. ثالثاً، أزمة ارتفاع أسعار السلع.. وأرجو أن يراجع مستشارو الرئيس معدلات الارتفاع الهائلة فى الأسعار فى هذا العام فقط، وصعوبة الحياة على الأغنياء والميسورين، فضلاً عن الفقراء الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت. رابعاً أزمة انقطاع الكهرباء.. فمع كل يوم تنقطع الكهرباء لمدة ساعة عن كل منطقة. لتصيب الحياة فيها بالشلل التام، وقد وجدت أن معظم المحلات التجارية والعيادات فى المناطق الشعبية بالإسكندرية قد اشترت مولدات كهرباء، ولكنها صدمت صدمة شديدة حينما شق عليها توفير السولار للمولدات. وأرجو من محبى الرئيس ومستشاريه رصد الآثار السلبية لهذا الانقطاع الذى بدأ هذا العام مبكراً جداً، أخيرا غياب الأمن والأمان فى الشارع المصرى: فما هو شعور الآلاف الذين سرقت بيوتهم أو سياراتهم أو خطف أولادهم طلباً للفدية.. أو يتعرضون باستمرار «لفردة» البلطجية، أو أولئك الذين قتل أبناؤهم أو أزواجهم.. أو.. أو.. وما هو شعور أسر الذين قتلوا فى حوادث الثأر فى القرى أو الصعيد، وهم لا يجدون من يحميهم أو يدافع عنهم، أو يقبض على القاتلين؟!.
يا سيدى الرئيس.. أجّل المعارك مع الصحفيين والإعلاميين، إن كانت هناك ضرورة لمعركة فاصلة معهم.. واهتم بخصومك الحقيقيين الستة الذين ذكرتهم.. وساعتها سيضطر أى إعلامى أن ينقل نبض الشارع الذى سيرفع لك القبعة، ويحملك فوق رأسه ولن يستطيع إعلامى واحد أن يطمس مثل هذه الانجازات، لأنها ببساطة موجودة فى الشارع. اهتم بالشارع يا سيادة الرئيس وأخر كل معاركك - إن كان لابد من المعارك - وأنا شخصياًً أرى أنه لا داعى لهذه المعارك أصلاً.. يمكنك أن تكسب الجميع.. وإن لم تستطع أن تكسبهم، فلا تحشد خصومك فى صف واحد.. تاركاًً ملايين القنوات الفضائية المعادية التى تنطلق فى الشارع من البطالة، والكهرباء، والسولار،و.. و.. سيدى الرئيس هذه نصيحة محب لا يرجو من الدنيا شيئاً.. ولا يريد من السلطة ولا من غيرها شيئاًً.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة