أكثر من طريقة كان يمكن استخدامها من الرئاسة ومستشاريها، لكسر سم باسم يوسف، بدلاً من المطاردة القانونية والبلاغات القضائية. لكن الحقيقة أنه من حيث أراد دهاقنة الرئاسة والجماعة مطاردة باسم يوسف ومنع برنامجه، ضاعفوا من نسبة المشاهدة والاهتمام وقدموا دعاية مجانية كبيرة للبرنامج الساخر، الأمر الذى قد يشير إلى اتفاق سرى بين المبلغين والمستشارين وبين باسم لتقديم المزيد من الدعاية والإعلان المجانى للبرنامج.
وإذا لم يكن الأمر اتفاقا، فلا شك أن من فعلوا هذه البلاغات وقعوا فى خطأ منهجى لأنهم خدموا باسم. بينما كان يمكن للرئيس مرسى أن يظهر وهو يتفرج على البرنامج ويضحك مع الضاحكين. ليبدو كرئيس ديمقراطى يحب الفرفشة. خصوصاً أن حكومته تنغص على الناس عيشها، فماذا فيها لو تركوا الناس تفرغ من غضبها فى الفرجة على عروض يومية مسلية وكلام ليس عليه جمرك ولا فيه إن ولا كان.
ربما كان السادة المستشارون والمخططون والمبلغون يريدون من وراء بلاغاتهم ضد باسم وإبراهيم عيسى ومن يسخرون من الأحاديث والخطابات، الحفاظ على حصرية الخطابات والكلمات الرئاسية، بعد أن اكتشفوا القيمة الكوميدية لخطب السيد الرئيس، والتى يمكن توظيفها لتحقيق مكاسب كبيرة. خصوصاً أن باسم كشف سر المهنة واعترف أن الخطابات والكلمات الرئاسية تمثل فى حد ذاتها وبدون أى رتوش عامودا مهما فى البرنامج. وعليه يمكن للمخططين، أن يدفعوا باسم للجلوس فى بيته لو اعتبروا خطابات الرئيس ملكية فكرية. وكل ماهو مطلوب منهم هو أن يكتبوا أن حقوق النشر محفوظة للرئاسة، وأن أى اقتباس يتم بإذن خاص من الرئاسة فى هذه الحالة سيكون من حق الرئاسة الحصول على حقوق الخطاب العلنى للرئيس، أو يخصصوا قناة فضائية أو أرضية تحتكر عرض خطابات الرئيس، وفى هذه الحالة يمكن لهذه القناة أن تنافس قنوات «الكوميديا» وتكون الرئاسة قد ضربت عدة عصافير بحجر واحد، أنهت أسطورة باسم يوسف، وحققت نسبة مشاهدة وإعلانات تدر ربحا، والأهم هو الترفيه عن الشعب الغلبان الذى تنغص عليه سياسات النظام عيشته. ويمكن فى هذه الحالة أن ينسى المواطن التأثيرات السياسية والتصريحات الحكومية، والقرارات الرئاسية المنعكسة، على طريقة دوخينى يالمونة.
ولنا أن نتخيل قناة تبث على مدار الساعة خطباً وتصريحات عن القرد والقرداتى، والمؤامرات والمغامرات، والناموس، وكيف يمكن أن تجذب المشاهدين وتصرفهم عن الاهتمام بالتوك شو والضجيج الفارغ من عشرة تلتاشر واحد لايمثلون البلد، ويمارسون عكننة توكشوية على الشعب السعيد المبسوط بالنهضة، ولن يجد وزير الإعلام الأستاذ صلاح عبدالمقصود، مشكلة فى إخلاء قناة من القنوات الكثيرة التى لاتجد مشاهدين، ليخصصها لعرض كوميديا النهضة، ومنها كوميديا استدعاء حازم وعبدالماجد ومن حاصروا مدينة الإنتاج ليطوروا الإعلام، عن طريق إلغائه، وهو نوع من الكوميديا تتفوق على كوميديا باسم. الحل فى احتكار بث الخطابات الرئاسية، والجولات الميدانية التى تقضى على باسم وغيره من الساخرين.. إنها الوصفة ذات النجاح المضمون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة