يزور الإخوان كما لم يزور مبارك وغيره من قبل، ويكذبون كما لم يعرف الكذب فجاجة من قبل، وينصبون كما «شيوخ المنصر» وقطاع الطرق، و«يهرتلون» كما المجنون التائه والمترنح فى الشوارع هربا من هتاف أطفال الحى.. الأهبل أهه!!
يفعل الإخوان كل ما هو سيئ، ويتجلى سيئُهم حينما تنظر إلى تفاصيل قضية اقتحام سجن وادى النطرون وتكتشف أن سر الإبقاء على النائب العام الحالى، يكمن فى أن مكتبه وإدارته جاهزة للتحرك حسب إشارات الريموت كنترول الموجود فى قصر الرئاسة ونسخته الثانية الموجودة فى مكتب الإرشاد، هل سمعت من قبل عن جهاز نيابة يتعمد إفساد قضية وتدميرها، وتأخير وتحويل سير العدالة؟!..
فى مصر التى يحكمها الإخوان كل شىء «فج» قابل للظهور وأوله أن تسمع المستشار خالد محجوب، رئيس الدائرة التى تنظر قضية تهريب مساجين سجن وادى النطرون وهو يؤكد تغريم رئيس القلم الجنائى، للمرة الثانية، بسبب عدم إعلان الشهود من مسؤولى الداخلية حضور الجلسة، لأن النيابة حسب قول رئيس المحكمة تعمدت عدم إعلان الشهود من مسؤولى الداخلية؟!، وهو الأمر الذى يفتح لك بابا لأسئلة كثيرة أهمها أى جريمة يريد الإخوان إخفاءها بطمس معالم قضية اقتحام السجون؟، وهل التلاعب فى ميزان العدالة من سمات الجماعة الدينية التى تهين بتصرفاتها دين الإسلام صباح كل يوم؟، وهل أصبح واضخا الآن: لماذا يجتهد الإخوان فى الإبقاء على نائبهم العام «الخاص»؟!
لا أملك للأسئلة السابقة إجابات فى الوقت الحالى، ولكن تبقى إجابة واحدة يمكنها أن تحل كافة الألغاز، وهى إجابة تقول بأن الإخوان ورئيسهم أهل كذب وتزوير يمكنك أن تتوقع منهم أن يدهسوا وينتهكوا القانون والدين والأخلاق طالما ذلك سيمكنهم من السلطة..
هل يجوز أن يبدأ رئيس فترة حكمه بخطاب تحتوى سطوره على استشهادات دينية واقتباسات من تاريخ سيدنا عمر بن الخطاب، وسيرة حكمه.. فى محاولة للتأكيد على أن رئيسنا يتخذه فى الحكم والعدل قدوة، وحينما يتجرأ أحدنا ويتلو بعضا من سيرة حكم سيدنا عمر، خاصة تلك التى قال فيها «لو أن بغلة فى العراق تعثَّرت لخفت أن أسأل عنها، لِمَ لَمْ أسوِّ لها الطريق»، يقولون: ها هم يسعون لتعجيز الرئيس!.
لم يطلب أحد فى مصر من محمد مرسى، أن يعد بما لا يستطيع أن يوفى به، ولم يطلب أحد فى مصر من محمد مرسى أن يحكمنا كما حكم سيدنا عمر المسلمين الأوائل، فقط كنا نطلب رئيسا لا يتهمنا بالخيانة، أو محاولة تعجيزه حينما نشير له إلى مناطق ضعفه، وإلى وعوده التى خلفها وراءه منشغلا بأشياء لا نعرف ماهى، كنا نريد رئيسا لا يستعمل الدين فى خدمة أهدافه الشخصية، لا يشوه تاريخ مصر بأخطائه اللغوية والمعرفية والمعلوماتية وتصرفاته الغريبة بداية من حركة المنديل والأنف مع كلينتون، ومرورا بحركة البنطلون الإيحائية الشهيرة مع رئيسة وزراء أستراليا وانتهاء بالإفيهات التى حاول أن يطلقها فى ألمانيا فكشفت للناس كم هو جاهل باللغة الإنجليزية..
كنا نريد رئيسا لا يكذب، ولا ينتهك القانون، ولا يكمم الأفواه، ولا يؤمن بأنه إله فوق النقد، ورمز لا يجوز التعرض له، كنا نريد رئيسا لا يتسبب فى تقزيم حجم مصر، وتشويه صورتها، ودفع المصريين للاقتتال فى الشوارع كما الغرباء بسبب تصرفاته.. كنا نريد هذا وأكثر ولكن الله عاقبنا بمحمد مرسى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة