لن أستطيع أن أحول عينى عن ذلك المشهد العنيف المؤذى من مشاهد اشتباكات الجمعة الدامى، شاب أعزل، غارق فى دمائه وسط عشرة شباب غاضبين، يحملون الشوم والحجارة ضمن الخارجين، استجابة لدعوة جماعة الإخوان لتطهير القضاء، أو لنقل بصراحة وبدون مواربة، أنهم من شباب الإخوان، الشاب الأعزل النحيل يتلقى الركلات والصفعات واللكمات، بالإضافة إلى ضربات الشوم من شباب الإخوان العشرة، وكأنهم مجموعة من الذئاب التى لا ترحم، وقد اجتمعت حول فريسة ضعيفة شاء حظها أنها تعثرت وسقطت أمامهم.
الشاب النحيل الغارق فى دمائه، يتلقى الضربات دفعة واحدة، لكن المشهد الرئيسى الذى أراه بالصورة البطيئة، والذى لا يفارقنى، والمحفوظ على موقع فيديو 7، هو ذلك المشهد الذى يرفع فيه أحد المتظاهرين المؤيدين للإخوان الشومة، ويهوى بها على رأس الشاب الذى حاول من حلاوة الروح أن ينهض على ركبتيه متصوراً أنه قادر على الزحف بعيداً عن مهاجميه. لن أتوقف عند سيول التبريرات والأكاذيب التى يسوقها منتسبون لجماعة الإخوان، ينسبون فيها للفلول أو لأحمد شفيق أو للشيطان نفسه تمويل المتظاهرين الخارجين لمعارضة الهجمة غير الشريفة على القضاء المصرى الشامخ. ولن أناقش أن الإخوان هم المسؤولون بحكم دعوتهم لمظاهرات الجمعة الدامى، عما حدث بها من اشتباكات وعنف وضحايا ومصابين.
ولن أستند إلى زيادة معدلات الغضب بين أوساط المصريين، الذين باتوا يعتقدون أكثر وأكثر أن العصابة التى تدير أمورنا هى عصابة من الأشقياء الخطرين، لا أمان لهم، ولا عهد، ولا ذمة، وليس فى قلوبهم ذرة من الرحمة.
أى كلام أو تبرير لن يفسر لماذا تعمد هؤلاء الشباب المنتسبون للإخوان مباشرة، أو عبر وسطاء قتل هذا الشاب الأعزل، الغارق فى دمه، والمطروح أمامهم أرضاً، مثلما لن يفسر أى كلام أو تبرير ما يجرى فى البلد المطروح أرضاً، غارقاً فى الفقر، والبطالة، والعنف، واليأس، ورغم ذلك يصر الإخوان على الإجهاز على مؤسساته التى تقيم صلبه وتبقيه بلدا.
الآن، وأكثر من أى وقت مضى.. لا مجال أمام هذا الفصيل الحاكم إلا أن يرحل، أو أن يجهز على البلد، لكننا نؤمن يقينا أن البلد أكبر وأعظم وأبقى بإذن الله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
كيمو
ألم يستوقف مشاعرك النبيلة من كان يحمل سلاحا ناريا ويصوب فى إتجاه العزل ؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
زياد عبد الرحمن
الدولة المستلبة
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي المصري
الله اكبر فعلا .. واعجب ان اقراها من شيوعي