حين تنظر إلى صورة المستشار المحترم خالد محجوب الذى ينظر قضية اقتحام سجن وادى النطرون وتهريب مساجينه أثناء ثورة 25 يناير، فستجد زبيبة الصلاة على جبينه، سيقودك ذلك إلى فهم أنك أمام رجل لا يترك فرض صلاة، ولما تضع ذلك إلى جوار مسلكه القضائى المحترم الذى يتمثل فى تصميمه على المضى قدما فى قضية اقتحام السجون رغم كل التهديدات، فستتأكد أنك أمام قاض يحترم عمله، من خلال تصميمه على الوصول إلى الحقيقة فى هذه القضية الغامضة، حيث عملية الهروب الكبير للمساجين من سجون مصر، ومن بينهم الرئيس مرسى الذى كان فى سجن وادى النطرون.
أقول ذلك بعد أن ظهرت حملة قذرة ضد الرجل على صفحات الـ«الفيس بوك»، تقودها ميليشيات الإخوان الإلكترونية التى لا هم لها سوى تشويه المعارضين للجماعة ولحكم الرئيس مرسى، ولا تخجل من الخوض فى أعراض الناس بالباطل، واختلاق الأكاذيب.
عرضت الصفحات معلومات عن المستشار خالد محجوب فيها أنه ضابط شرطة سابق وابن الدكتور محمد على محجوب وزير الأوقاف فى عهد مبارك، وأن عمه مالك سابق لملهى ليلى فى حلوان، كما أنه متزوج من ابنة أمين تنظيم الحزب الوطنى فى المرج، ويتخلل هذه المعلومات قول: «هذا هو القاضى الذى أصدر قرار شاذا باستدعاء الرئيس مرسى للشهادة أمام المحكمة»، ولاحظ وصف قرار القاضى بالشاذ لتعرف هذا النصب والاحتيال، المتمثل فى الرفض الغوغائى لقرار قاض يسعى للحقيقة.
يقودك ذلك إلى السؤال، هل هناك ما يعيب الرجل كونه ابنا لوزير أوقاف سابق فى نظام مبارك، أو أنه كان ضابطا للشرطة؟ وهل هناك ما يعيب فى أنه متزوج من ابنة أمين سابق لتنظيم الحزب الوطنى فى المرج «تلك معلومة لا أعرف صحتها»، ولكن سيرا على ما هو مكتوب، أطرح سؤالى، وأرد بسؤال ألم تتزوج ابنة الفنان عادل إمام أحد أعداء جماعة الإخوان من ابن قيادى كبير فى الجماعة وحضر حفل الزفاف قبل سنوات قيادات إخوانية بارزة؟ ألا يوجد فى صفوف الجماعة من كان ضابطا سابقا للشرطة؟ هل هذا حلال على الجماعة وحرام على غيرها؟ يمكنك أن تختلف سياسيا مع أى شخص انضم إلى الحزب الوطنى، أو أى وزير شغل منصبه فى نظام مبارك، لكن يجب عدم إغفال أن ذلك لا يسحب من رصيد احترام الذين لم يفسد منهم.
الأصل فى هذه القضية ألا تقيم المستشار خالد المحجوب من زاوية حسبه ونسبه، فهذا نهج يؤدى إلى تحويل القضايا الحقيقية إلى خانات فرعية، أفهم أن ندين المستشار خالد لو تقاعس فى نظر قضاياه، وأن ننتقده لو استسلم للتهديدات التى يتلقاها بسبب إصراره على نظر قضية اقتحام سجن وادى النطرون.
أما وأنه يفعل الصحيح من موقعه كقاض، فهذا أمر يستحق الإشادة والتقدير، ويدل على خلفية محترمة فى المسلك الوظيفى الذى يكون نتيجة تربية محترمة صنعتها أسرة طيبة، حتى لو كان كبيرها من قيادات الحزب الوطنى الذين تختلف معهم سياسيا، لكن لا تملك إلا أن تقدم لهم التحية إذا كان لديهم أبناء مثل المستشار المحترم القدير خالد محجوب.وكل من معه من القضاة فى هذه القضية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة