عزيزى الإخوانى ابن الإخوانى، داعم الرئيس وناصره، حائط تبريره الأول، والمنساق دوما للدفاع عن شرعيته، والمضطر دوما للكذب على أصدقائك وجيرانك من أجل تجميل وجهه وقراراته، هذا واحد من بينكم، من أهلكم، من عشيرتكم، من أنصاركم اسمه محمد فؤاد جادالله. كنتم قبل شهرين أو أسابيع من الآن تردون عنه الأذى، وتصفونه بشاب الثورة العظيم. كنتم قبل أيام من الآن ترونه خبرة قانونية غير عادية، ونموذجا يحتذى به، ودليلا على أن الرئيس مرسى ومكتب الإرشاد يمنحون الفرص للشباب. كنتم دوما تردون عنه نقد المعارضة، وتقولون فى فقهه القانونى، ورجاحة عقله الاستشارى قصائد من الشعر، الآن وبعد أن فجّر لغم الاستقالة فى وجوهكم، وفضح وكشف كوارث وبلاوى القصر الرئاسى، وضعف مرسى، وارتباك مكتب الإرشاد، وتدخلات الإخوان فى الحكم تنقلبون عليه، وتفجرون فى خصومته كما يفعل المنافقون، ترمونه بأحجار من لهب، ترونه جبانا يقفز من السفينة، شخصا أصابه فيروس عداء المشروع الإسلامى فجأة، جاحدا ناكرا لجميل الإخوان، مريضا أصابته الهلاوس، مدعى شهرة يريد البطولة على حسابكم وحساب رئيسكم، ولم يتوقف أحدكم لينظر لنفسه فى المرأة ويسأل: هل مات ضميرى إلى هذه الدرجة التى تدفعنى لقول السوء فى حق شخص كنت أمجده وأمدحه قبل أيام من الآن؟
عزيزى الإخوانى ابن الإخوانى هذه أخلاقكم تبدو جلية واضحة فى آرائكم التى انتقلت من خانة المدح إلى خانات الذم مع كل شخص انتقل من مربع دعم الرئيس إلى مربعات انتقاده، وكشف ضعفه وضعفكم معه، هكذا فعلتم مع يسرى فودة، ومحمود سعد، وبلال فضل، ووائل غنيم، وحمدى قنديل، وغيرهم.
ألهذه الدرجة لا تريد أن تمنح عقلك الفرصة لتأمل أسباب استقالة فؤاد جادالله الذى طالما صنعتم من أجسادكم متاريس للدفاع عنه؟.. عزيزى الإخوانى الداعم للرئيس ألم يصلح الله حال قلبك وعقلك لكى تفكر قليلا فى معنى انفضاض كل هؤلاء من حول الرئيس مرسى؟، ألم ترَ فى ذلك علامة على زوركم وبهتانكم وتزييفكم وتزويركم الذى لم يتحمله بشر داعبتموهم بالسلطة وفوائد القرب منها، فهجروا كل شىء، لأن روائح أفعالكم كانت أقسى من أن يتحملها بشر مازال فى ضميره بعض من حركة، وفى قلبه بعض من نبض بشرى صالح، وفى عقله بعض من الخلايا التى لم يشوهها فيروس السمع والطاعة؟.
عزيزى الإخوانى الداعم للرئيس مرسى وناصره تأمل ما ورد من أسباب فى استقالة جادالله، وتأمل كيف تكررت تلك الأسباب على لسان المعارضين والمحبين والكتاب والمفكرين لكى تكتشف أن السلطة أعمتكم عن الحقيقة، وأن زهو الدنيا سرقكم وحولكم إلى ما كان عليه الآباء الأولون للفساد والتزوير.. تأمل أسباب الاستقالة وستعرف أنها كافية، ليس فقط لتعديل مسار مرسى، ولكن لإعلان مكانته الرفيعة والمستقبلية فى صفحات التاريخ السوداء.
1 - عدم وجود رؤية واضحة لإدارة الدولة وبناء مستقبل مصر وتحقيق أهداف الثورة.
2 - الإصرار على استمرار حكومة قنديل رغم فشلها سياسيا واقتصاديا وأمنيا.
3 - محاولات اغتيال السلطة القضائية والنيل من استقلالها، وعدم حل مشكلة النائب العام.
4 - احتكار تيار واحد إدارة المرحلة الانتقالية، وعدم مشاركة باقى التيارات فى صنع القرار.
5 - العجز عن إجراء حوار وطنى يضم جميع القوى، والتأخير فى اتخاذ القرارات وإدارة الأزمات.
بالله عليك عزيزى الإخوانى ألا تكفيك شهادة رجل من أهل القصر الرئاسى، وطرحه لكل هذه الأسباب لأن تتوقف قليلا أمام المرآة لكى تطلب من الله عونك على تطهير نفسك من أكاذيب الشهور الماضية؟، ألا ترى هذه الأسباب كفيلة بأن تعلن فشل محمد مرسى فى إدارة البلاد؟، ألا تراها كفيلة بأن تسحب اتهاماتك للمعارضين والمنتقدين بأنهم أعداء المشروع الإسلامى، وأنهم أهل حق ورؤية وليسوا مثلكم أهل زيف وتبرير وتزوير؟!.. قف أمام المرآة وتأمل نفسك، ربما يخبرك ضميرك ببعض مما لايخبرك به قيادات الجماعة!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة