سليمان شفيق

المجلس الاستشارى القبطى ضرورة وطنية

الخميس، 25 أبريل 2013 11:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شرفت بحضور الاجتماع الأول للمجلس الاستشارى القبطى السبت الماضى، للمرة الأولى فى حياتى السياسية التى بدأت منذ أربعين عاما أحضر اجتماعا قبطيا سياسيا، كنت ومازلت مع فصل الدين عن السياسة، جلست متأملا الوجوه.. شعرت براحة خاصة حينما رأيت بيشوى تمرى، أندراوس عويضة، مينا ثابت، إبراهيم إدوار، شباب اتحاد ماسبيرو.. غابت الوجوه، طفا على سطح مخيلتى الشهيد مينا دنيال، تذكرت آخر حواراتى معه كان يدور حول الهموم القبطية، وكيف أنها لن تحل إلا من خلال رؤية وطنية، كان مينا نموذجا للمواطن المصرى القبطى الجديد الذى خرج بالكنيسة للوطن وليس من الكنيسة للوطن.. ليس مثل بعض الشباب القبطى المتمرد لا أكثر.. هؤلاء الذين لم يخرجوا بعد من العباءة الأبوية بعد، كنت أبحث عن مينا فى وجوه أخرى، كمال زاخر شجرة مغروسة على شاطئ النهر، يعطى فى صمت وتواضع، أساتذة جامعيون، صموائيل القمص، مارى سامى، مارى بشرى وآخرون، ذابت كل تلك الوجوه فى ملامح مينا دنيال التى ارتسمت على جبين الوطن.. وفى عمق النيل، صارت أيقونة فى ضميرى ما تبقى من العمر، قطع تأملاتى صوت نائب الشورى كمال سليمان يقدم الدكتور سامح فوزى الذى أكد ضرورة ربط ما هو قبطى بما هو وطنى، كما أن القضايا الطائفية لم تنشأ حديثا بل تعود إلى بدايات تأسيس الدولة الحديثة، وطالب بضرورة الخروج من الذات التى تتضخم عند البعض من الذين أسكرتهم شهوة الزعامة الزائفة، مشيرا إلى أهمية خلق رؤية سياسية ورسالة وخطة وبرنامح عمل، وشاركت فى الحديث مشددا على ربط الإطار الفكرى الذى طرحه سامح فوزى بعدة إشكاليات وتحديات مثل محاولة الإخوان المسلمين استدراج الشباب القبطى للعنف، مما ينجرف بالنضال السلمى إلى مزيد من إراقة الدماء، كذلك أن ينجح الذين يحاولون خلق حالة تخويف للأقباط ودفعهم إما للتهجير القسرى أو أن يشارك الأقباط بأنفسهم فى صناعة التخويف لتبرير الهجرة الطوعية مما يساهم فى مخطط تجريف الوطن من الأقباط، وتطرقت إلى أزمة الهوية التى يعانى منها الشباب القبطى وضروة تقديم اجتهاد وطنى ولاهوتى لكيفية التأكيد على الخروج بالكنيسة للوطن وليس من الكنيسة للوطن.. على غرار لاهوت التحرير. انقسم المؤتمر إلى مجموعات عمل ناقشت معطيات الواقع وآفاق المستقبل، وكانت الكنيسة هى الحاضر الغائب وتجادل الحضور حول ضرورة ألا تعمل الكنيسة بالسياسة، فى ذلك السياق أشار كمال زاخر إلى محاضرة الأربعاء للبابا تواضروس والتى أكدت معانيها على فصل الكنيسة عن السياسة، وقدمت مجموعات العمل وثائق تحوى المطالب القبطية من منظور وطنى، وآليات عمل للإعلام والعمل الحقوقى والتثقيفى وغيرها.
فى طريق العودة شعرت بأننى جزء من ذلك النهر المتدفق من ماسبيرو إلى التحرير، وأن المجلس الاستشارى القبطى ضرورة وطنية، عادت روح مينا دنيال تبشر بالحلم القبطى القادم من أعماق جرح ماسبيرو، ودماء شهداء مجلس الوزراء.. كان الجرافيك على الطريق يفتتح عيون الحرية مينا دانيال يعانق الشيخ عماد عفت، وضعت على روحهما المرفرفة دمعتين ووردة، أفقت من حلم أحزانى لكى أوجه تحية للجنود الحقيقيين الذين أنجحوا ذلك العمل، وكانوا الآباء الروحيين لهذه المبادرة، كمال سليمان وكمال زاخر وثروت بخيت.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة