سيكون هذا المقال فرصة ثمينة لمزيد من نشاط الميليشيات الإلكترونية لـ«الإخوان»، لأنه يتعلق بندوة المناضل المحترم حمدين صباحى فى كلية هندسة شبرا أول أمس الثلاثاء.
فى وقائع ما حدث أنت أمام رمز سياسى كبير ومناضل اكتسب خبرته النضالية الأولى من الصف الطلابى بأطيافه السياسية المختلفة، وانتخبه هذا الصف زعيما له فأصبح رئيسا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة عام 1976 ونائبا لرئيس اتحاد طلاب الجمهورية، وفى عمر الـ22 عاما وقف أمام الرئيس الراحل أنور السادات يحاوره معارضا فى نحو نصف ساعة بعد مظاهرات يناير 1977، ولو أعدت استماعه ستعرف كم أنت أمام رئيس داهية فى ذكائه، وطالب ذكى وواثق فى قدراته وبارع فى حجته، التى طرحها دون مهابة الوقوف أمام رئيس جمهورية بحجم السادات، وكان ذلك محطته الأولى لاعتقالات عديدة فى زمن السادات ومبارك.
هناك عشرات المواجهات فى تاريخ حمدين صباحى مع خصومه، ومنها مؤتمرات عامة كنت شاهدا على تفوقه فيها، لقدرته الفائقة فى التحاور وصدقه فيما يطرحه حتى لو كان هذا الطرح ضد قناعات من يحاوره، ويفعل ذلك بديمقراطية معهودة فيه ومنه. أبدع حمدين كعادته فى مواجهة طلاب الإخوان الذين تجمعوا فى ندوته بكلية هندسة شبرا لإفشالها، رغم احتشاد مئات الطلاب للاستماع لرؤيته بعد حفاوة استقبالهم له، كان الغرض «الإخوانى» الخبيث هو تصدير رسالة عبر قناة «الجزيرة مباشر»، بطرد حمدين من الكلية، ثم تنشط الأصوات الرديئة فى التقاط ما حدث لتبنى عليه تحليلات رخيصة، كما جرت العادة منهم.
تأمل المكان الذى وقفت فيه «الجزيرة» لتعرف انحيازها المسبق، وراجع ماكينة المواقع الإخوانية التى كانت تنقل أولا بأول عبر شاشتها، لتعرف كم كان السيناريو معدا، لكن حمدين أفسده بمهارة فائقة، وقلب المشهد لصالحه، وأقدم فى ذلك شهادتين لطالبين من الكلية كانا فى لجنة التنظيم.
الشهادة الأولى للطالب عبدالرحمن شاكر رئيس اللجنة الثقافية بالكلية، وهو من معارضى حمدين، ومن «حازمون» رغم ولعه بقراءة الأدب والشعر، يقول عبدالرحمن: «لجنة التنظيم فى الكلية مكانش لها ذنب، كل الذنب على طلاب الإخوان الذين حاولوا بأى طريقة يبوظوا الندوة، ولو على حساب الكلية واسمها، يا بتوع الإخوان لو مش خايفين على مصلحة وسمعة الكلية إزاى هتخافوا على مصلحة البلد»، عبدالرحمن وضع صورة على الـ«فيس» للحشد الطلابى الهائل بعد الندوة وحمدين محمولاً على الأعناق فى ساحة الكلية، كرد فعل مضاد لما حدث فى القاعة، وهتافات: «قول لمرسى وسيده بكره الشعب هيقطع إيده».
الشهادة الثانية تفاعل بها الطالب خالد جمال نعيم ابن قرية كفر منصور، طوخ، قليوبية، قائلاً: «ظن طلاب الإخوان فى هندسة شبرا أنهم حين يبادرون بالهتاف ضد حمدين ويتعمدون التشويش عليه ويفتعلون الاشتباكات مع مؤيديه، أنه سيهرب من باب المدرج الخلفى حافيا كما فعل رئيسهم وخرج حافيا من المسجد، ولكنهم نسوا أنهم أمام مناضل لا يختلف على وطنيته اثنان، وتصرف الرجل بمنتهى الحنكة فوجه الدعوة للمعارضين ليشاركوه فى المنصة ويطرحوا عليه الأسئلة جنبا إلى جنب، وفور أن رد على أسئلتهم بكل جسارة، هتف المدرج كله باسمه، وبسقوط حكم المرشد، وختم حديثه هاتفا: «ستنتصر الثورة.. المجد للثورة.. المجد للشهداء».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة