باستقالة المستشار محمد فؤاد جادالله، المستشار القانونى لرئيس الجمهورية، من منصبه، يكون عدد المستشارين الذين تقدموا باستقالاتهم من هذا المنصب قد وصل إلى 11 مستشارا، كان الرئيس الإخوانى محمد مرسى قد اختارهم ليكونوا ضمن حاشيته، حيث اعتقد فى البداية أن هؤلاء الشرفاء سيكونون مجرد ديكور فى ديمقراطية الإخوان الوهمية، وأنهم سيكونون ضمن جماعة الطاعة العمياء ليس لأوامر مرسى فقط بل لأوامر المرشد. ولكن لأن هؤلاء ليسوا عبيدا لمكتب الإرشاد، فإنهم اصطدموا مع القرارات الديكتاتورية للرئيس والمرشد، وهو ما يجعلهم يقدمون استقالاتهم ليس بشكل جماعى، ولكن مع كل موقف أو قرار لم يكن فى صالح الأمة، وهو ما يعنى أن الرئيس مرسى بدا يفقد حتى من حاول مساعدته من التيارات السياسية الأخرى، ولم يتبق من المستشارين سوى من ينتمى لمكتب الإرشاد، وأقسم على الطاعة العمياء لكل قرارات مرسى، حتى لو كانت ضد مصلحة مصر وأمنها القومى، فطاعة المرشد والشاطر أهم حتى من طاعة الله، وهذا فى أدبياتهم، فالولاء ليس للوطن أو لله بل للمرشد ولقراراته، وهذا واضح مع كل أعضاء هذه الجماعة التى ترفع شعار «لا صوت يعلو فوق صوت المرشد». لقد جاءت استقالة المستشار فؤاد جادالله بمثابة الصدمة لمؤسسة الرئاسة التى لم تكن تتوقع أن يخرج جادالله بهذا السيناريو، والأسباب التى جعلته يقدم استقالته، والتى وصلت إلى 7 أسباب، كل سبب فيها بمثابة فضيحة لهذا النظام الإخوانى، فمستشار الرئيس لم يكتف فقط بالقفز من سفينة الرئاسة الغارقة، بل فضح الممارسات غيرالديمقراطية للرئيس وجماعته فى قصر الاتحادية. أخطر ما جاء فى أسباب استقالة المستشار جاد الله هو احتكار تيار واحد إدارة المرحلة الانتقالية، وعدم مشاركة باقى التيارات فى صنع القرار، وعدم توزيع المسؤولية، وعدم الاعتماد على أصحاب الخبرة والكفاءة، والاعتماد على أصحاب الثقة فقط، وتهميش وإقصاء باقى التيارات، فى حين أن من مصلحة الوطن والشعب والحزب الحاكم المشاركة فى إدارة المرحلة الانتقالية، والمشاركة فى تحمل المسؤولية. اعتراف مستشار الرئيس المستقيل يؤكد ما كنا نحذر منه، وهو مشروع الأخونة الذى ينفذ بمنتهى الدقة، وفى كل القطاعات.
بالتأكيد استقالة فؤاد جادالله هى رسالة واضحة بأن مرسى لا يريد أى أشخاص من خارج الجماعة، أو المقربين منها فى قصر الاتحادية، وهو ما يجعلنا نتساءل: متى يستقيل الدكتور كمال الجنزورى، والمشير طنطاوى من منصب مستشار الرئيس الإخوانى ليخلو الجو له ولجماعته فى احتلال مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة