مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يصل خيال أكثر المتفائلين أن تصل الحياة بسيناء إلى هذا الوضع المزرى بعد أقل من عام من الحكم الإخوانى للوطن.
كما لم يتخيل أكثر المتشائمين أن تتدهور الأوضاع إلى حد أن تلعب بعض أجهزة المخابرات داخل سيناء وأن تكون معبرا للجميع بدون "إحم ولا دستور".
تمر الأيام على سيناء بطيئة وأنت تساير قمرها الأجمل فى العالم من فوق تبة أسفل نخلتين فى بئر العبد أو حتى فى أى مكان آخر فيها.
تشعر أن الحياة فيها تسير إلى الخلف وليس للأمام وتسترجع فى ذاكرتك التاريخ الطويل من الانتصارات والهزائم والحروب والغارات من أيام الفراعنة ترى هل مكتوب على جبين أهلها التنكيل والتعذيب والمعاناة.
يدور القمر وتختلط بع السحب البيضاء الهاربة من أمطار الشتاء إلى الأجواء الدافئة وتقف أمام عينين مقولة فرعونية للملك مينا نارمر موحد القطرين، وهو يسير حملات لتأديب بدو سيناء للسيطرة على المناجم منذ أكثر من 3 آلاف عام قبل الميلاد.
فعلا "الواحد محتاج يتعلم الأدب" عادى لكن ما ينفعش كل الأجيال تظل تتعلم الأدب حتى تموت هكذا لا تقسيم الحياة أيها الملك العظيم "مينا نارمر".. لقد تعلمنا الأدب وماذا بعد؟
كنا نواة الثورة وأول من ثار على النظام وحكوماته المتعاقبة وتم التنكيل أيضا بالبدو وتوجيه الاتهامات لهم فقط دون إحداث تغيير وأتت الثورة وحملنا معها الحلم لكننا لم نتوقع أبدا أن يتحول إلى كابوس مرعب يمنح سيناء هدية للإخوة فى غزة ويتركها فريسة لأجهزة الاستخبارات والجواسيس والمجموعات الجهادية والإرهابية المتطرفة والأصولية.
ماذا دهاك يا سيناء؟ هل انطبع اسمك على رسمك فأنت توشريت "أى أرض الجدب والعراء، وعرفت فى التوراة باسم "حوريب"، أى الخراب وتنسب أيضا إلى اسم الإله "سين" إله القمر فى بابل القديمة، حيث انتشرت عبادته فى غرب آسيا، وكان من بينها فلسطين، ثم وفقوا بينه وبين الإله "تحوت" إله القمر المصرى الذى كان له شأن عظيم فى سيناء وكانت عبادته منتشرة فيها
وفى المصادر المصرية الأخرى من عصر الدولة الحديثة يشار إلى سيناء باسم "خاست مفكات" وأحياناً "دومفكات" أى "مدرجات الفيروز".. وقد ظل الغموض يكتنف تاريخ سيناء القديم حتى اكتشاف اثنى عشر نقشا عرفت "بالنقوش السينائية"، عليها أبجدية لم تكن معروفة فى ذلك الوقت، وفى بعض حروفها تشابه كبير مع الهيروغليفية، وظلت هذه النقوش لغزا حتى عام 1917 حين تمكن عالم المصريات جاردنر من فك بعض رموز هذه الكتابة والتى أوضح أنها لم تكن سوى كتابات كنعانية من القرن الخامس عشر قبل الميلاد من بقايا الحضارة الكنعانية القديمة فى سيناء.
وتدل آثار سيناء القديمة على وجود طريق حربى قديم وهو طريق حورس، الذى يقطع سيناء، وكان هذا الطريق يبدأ من القنطرة الحالية، ويتجه شمالاً فيمر على تل الحى ثم بير رمانة بالقرب من المحمدية، ومن قاطية يتجه إلى العريش، وتدل عليه بقايا القلاع القديمة كقلعة ثارو، ومكانها الآن "تل أبو سيفة"، وحصن "بوتو" سيتى الذى أنشأه الملك سيتى الأول، الذى يقع الآن فى منطقة قاطية.
ما ذكرته لمحة بسيطة من تاريخ ثم يصل بها الحال أن يتم تعمد تهميشها وتهميش أهلها فى الصحراء وفى المدن بالكاد تصل مياه الشرب فما بالك بقية الخدمات إن سيناء بأهلها باتت على يقين إن هناك مؤامرة ظاهرة وباطنه لأن تبقى هكذا قطعة من القمر جميلة لكن مهملة ربما لكى تمنح للأشقاء أو تترك فريسة للأعداء وكأنها ترجع إلى الوراء وكأنه لم تحلم بثورة فوقع كابوس التحطيم.
والسؤال هل ينتشل النظام الحالى سيناء من كبوتها أم تتواصل معاناتها إلى إشعار آخر؟
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة