حنان شومان

3 شخصيات تبحث عن مؤلف.. سمسار ومرشد ورئيس

الجمعة، 26 أبريل 2013 05:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«إن ظروف التاريخ مليئة بالأبطال الذين صنعوا لأنفسهم أدوار بطولة مجيدة على مسرحه فى ظروف حاسمة، وإن ظروف التاريخ أيضا مليئة بأدوار بطولة مجيدة لم تجد بعد الأبطال الذين يقومون بها على مسرحه، ولست أدرى لماذا يخيل لى دائماً أن فى هذه المنطقة التى نعيش فيها حاجة إلى بطل نبحث عنه يقوم بدور مهم، ثم لست أدرى لماذا يخيل لى أن هذا الدور الذى أرهقه التجوال فى المنطقة الواسعة الممتدة فى كل مكان حولنا، قد استقر به المطاف متعباً منهك القوى على حدود بلادنا يشير إلينا أن نتحرك وأن ننهض بالدور ونرتدى ملابسه فإن أحدا غيرنا لا يستطيع القيام به».. هذه الفقرة ليست بقلمى ولا عقلى ولكنها فقرة اقتبستها من كتاب «فلسفة الثورة» الذى كتبه جمال عبد الناصر، وهو يتحدث عن حاضره مستلهماً حديثه من وحى مسرحية إيطالية شهيرة كتبها بيراندلو بعنوان «6 شخصيات تبحث عن مؤلف».

بغض النظر عن رأيى ورأيك فى جمال عبد الناصر كتجربة متكاملة لها ما لها وعليها ما عليها، ففى عقل وقلب ذلك الرجل كما كتب، كان هناك حلم وبحث عن شخصية بطل ومخلص نقلها من عقله ووجدانه إلى الجماهير التى سارت خلفه تحلم كما يحلم، هذا كان فى زمن مضى ولم تعد مفرداته تتناسب مع الواقع الذى نعيشه ونتعاطاه ليل نهار بل لو استوحيت من بيراندلو الإيطالى، العنوان، باحثة عن شخصيات معاصرة تبحث عن مؤلف لن أجد شخصيات حالمة بل سأجد شخصيات مركبة تبحث عن مؤلف يحكى لنا وللتاريخ عنها.

- المرشد:

محمد مهدى عاكف المرشد العام السابع للإخوان المسلمين بعد مأمون الهضيبى وهو أول مرشد يحمل لقب المرشد السابق، بعد أن رفض البقاء فى منصبه وتم انتخاب مرشد جديد وهو الحالى محمد بديع، ولد عاكف سنة 1928 وتخرج فى معهد التربية الرياضية آنذاك وعمل مدرساً للتربية الرياضية وعاصر البنا وتأثر به، وله باع طويل من العمل فى الجماعة، خاصة فى علاقته بالضباط الأحرار وثورة يوليو 58، وبعيداً عن تاريخ الرجل دعنا نتحدث فى حاضره الذى يحمل الكثير تمامًا كماضيه، محمد مهدى عاكف هو الصادق الوحيد فى جماعته حتى الآن، كما تؤكد لنا الأحداث، فالرجل الذى بلغ من العمر عتيًا هو الوحيد من جماعته الذى يعترف بالحق حتى دون سؤال فهو الذى صرح بأن عنوان فكر الجماعة «طظ فى مصر واللى جابوا مصر واللى فى مصر» فهو قال إنها جماعة لا تأبه بالوطن لأن وطنها دينها فليحكمه أندونيسى مسلم خير من أن يحكمه مصرى لا يراه هو مسلما. مهدى عاكف أيضاً هو من بشر مؤخراً بمذبحة القضاء وقال إن هناك 3500 قاضى هيتفوروا، فضرب القنبلة قبل أن تنفجر.. إذن مهدى عاكف ينتمى لجماعة دينها الكذب والمواربة، وهو كان على رأسها، ورغم هذا فهو الصادق الوحيد على الأقل فيمن نعرف، وهو وإن كان سابقاً إلا أنه على علم بكل تحركات ودسائس جماعته، مهدى عاكف شخصية تبحث عن مؤلف.

- السمسار:

د. سعد الدين إبراهيم من مواليد 1938 وهو أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية ومدير مركز ابن خلدون للدراسات، وهو من أقوى الدعاة إلى الديمقراطية ويرى أن الديكتاتورية هى سبب نكبة الوطن العربى وهو صاحب تسمية نظام مبارك الجملكية، بعد أن انتهى شهر العسل بينه وبين النظام فى بداية الألفية الجديدة، حين تم اتهامه بتلقى أموال من الخارج ثم الاتهام بالخيانة العظمى والعمالة لأمريكا والتى يحمل جنسيتها.

د. سعد الدين إبراهيم خرج علينا منذ أيام فى برنامج تليفزيونى يعترف بما تواتر من أنباء بأنه سمسار العلاقات المصرية الأمريكية، فهو الذى رتب لعلاقة الإخوان المسلمين بدوائر صناعة القرار فى أمريكا قبل الثورة، وهو الذى، كما قال، ذهب إليه السلفيون يطلبون فى موسم الحج إلى أمريكا لقاءات مع المطوفين الأمريكيين، وقد فعل، إذن السيد الدكتور سعد الدين سمسار العلاقات كما أظن، بينما هو يقول عن نفسه إنه صاحب رسالة، فمهمته أن يوصل الناس ببعضها ثم ينصرف ولا يبقى حتى لا يواجه مشاكل!

أليس هذا هو التعريف الحرفى للسمسرة، أن تعرف الشارى بالبائع وبينهما يفتح الله ثم تنصرف بعد أن تحصل على الحسنة.

السيد الدكتور سعد الدين إبراهيم لم يكتفِ بما قال عن دوره كسمسار ولكنه راح يؤكد أن شفيق كان هو الرئيس المصرى الذى ربح الانتخابات وأنه تم التزوير ولديه الدلائل.. عجبًا يا دكتور أنك كنت السمسار فى علاقة الإخوان بأمريكا ثم تقول ما تقول، وعجباً أنك صاحب راية الديمقراطية وتكون سمساراً لكل الأخوة الأعداء!
د. سعد الدين إبراهيم شخصية تبحث عن مؤلف.
- الرئيس:

د.محمد مرسى العياط رئيس مصر الحالى وأستاذ هندسة المواد السابق بجامعة الزقازيق من مواليد 1951، محمد مرسى وإن كان هو هم مصر القائم ليل نهار، فهو الرجل الذى أراه كالحاج متولى زوج الأربعة، وإن كانت شخصية الحاج متولى وظروفه تدفعنا للضحك فى مسلسل، فإن مرسى حالة تدعو للأسى والتحليل فهو الرجل الذى ينتمى لجماعة لم يكن فيها الأهم ولكنه كان الرجل الرابع أو الخامس ولكن الظروف دفعته لمقدمة المشهد ليحمل أغلال الجميل لهذه الجماعة التى أنفقت عليه الملايين ليعتلى كرسى الحكم، وهو ينتمى الآن لمؤسسة عتيدة فى البيروقراطية وهى مؤسسة الرئاسة المصرية، وهو الذى يتم التشكيك فيه كمتهم بالجاسوسية تارة ومتهم بأنه قفز على كرسى الرئاسة زوراً وعجباً لا يرد، هو الذى يقف زائغ البصر بين رجال الجيش وهو من يريد تفكيكهم، وهو الذى يحيى أصحاب التكاتك والتاكسى ورغم هذا يتظاهرون ضده ويكتبون على ظهر مركباتهم ممنوع ركوب الإخوان، وهو الذى قال وما أدراك ما الستينيات موجهًا السوء لفترة عبدالناصر وعقدة الإخوان منهم، ورغم ذلك يحاول صدقًا أو كذبًا أن يقلده وإن فشل.

الدكتور محمد مرسى العياط، الرئيس شخصية تبحث عن مؤلف.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة