هل خذل مرسى الشريعة الإسلامية حقا؟.. فى كل ليلة تقريبا تشدنى جلسة الدكتور عاطف عبدالرشيد فى برنامجه «فى الميزان» على قناة الحافظ، حيث يبدو هو وضيوفه كما لو أن هناك اتفاقا على الدفاع عن الرئيس محمد مرسى بوصفه نواة للمشروع الإسلامى «الذى لا أعرف ملامحه حتى الآن»، ويبررون للرجل كل أفعاله، وحتى أخطائه التى يعترفون بأنها أخطاء يجدون لها مخرجا شرعيا، وللأمانة هم ينتقدون الإخوان «كجماعة» أحيانا على بعض التصرفات، لكن المتفق عليه أيضا لدى قيادات التيار الإسلامى هو التلويح بأن هناك «ثورة إسلامية» جامحة، يعصر إخواننا الملتزمون الكثير من الليمون على أنفسهم حتى تظل كما هى ولا تبدأ، ويحمل التلويح تلميحات ترقى لحد التهديد بأنها ثورة ستجب ما قبلها ولن تبقى علمانيا ولا ليبراليا ولا إنقاذيا أو وفديا إلا وأتت عليه.
ماذا تنتظرون إذن؟.. أنتم ترون أن مرسى خذل الشريعة وخان مرجعيته الإسلامية وأن الإخوان طلاب سلطة دهسوا مبادئ مؤسسى الجماعة من أجل حفنة كراسى، قد يكون كل ذلك صحيحا، لكنكم أيضا خذلتم تلك الشريعة ودهستم هذا الإسلام، أنتما متساويان فى الإساءة للدين الحنيف، فهل تنتظر منى وأنا أسمعك تهددنى بحرب أهلية تحت غطاء دينى أن أقبل رأيك أو أتوافق معك على أمر سياسى، دعك من أن فهمى للدين يمنعنى أن آمن على نفسى من شططك..
سأقرأ عليك بعضا مما قاله مرجان سالم القيادى بالسلفية الجهادية، وهو التيار الأقرب لحلم الثورة الإسلامية المسلحة حيث ورد عنه فى حواره بجريدة المصرى اليوم نصا: «لا نخشى ممن يخوفون الناس من الحرب الأهلية، فسوف يتم إعلان تطبيق الشريعة، ومن يعارض فسنقتله فورا» وحين سئل عن الحل فى الوضع الحالى قال: «الحل أن يتوب الرئيس محمد مرسى إلى الله، ويعلن تطبيق الإسلام، والشعب المصرى سيؤيده، ويقف بجانبه، وأن يسقط الحكم الوضعى، ومن لا يقبل يضرب عنقه بعد إقامة الحجة عليه»، ربما تقول لى إن هذا نموذج سيئ، وأنا اخترته عن عمد، صدقنى حينما يبدأ النزاع المسلح لن تفلح كل الرموز الصالحة والوسطية والتوافقية وحتى العقلانية المتشددة، فى أن توقف بحور الدماء، وعار على حرب أهلية قذرة أن ننعتها بـ«الإسلامية»، فالكل يستطيع أن يحمل السلاح ولديه مبرره الكافى لقتل أخيه فمن سيدفع ثمن هذه الدماء؟.. أجبنى أعزك الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة