الدكتور ياسر على، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السابق، ومدير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الحالى، أصبح الرقم الصعب فى معادلة العلاقة بين الرئاسة ومجلس الوزراء، من ناحية ومكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة، من ناحية ثالثة، وهو الدور المحورى الذى سيلعبه الرجل خلال المرحلة المقبلة، ويطلق عليه «دور ثلاثى الأبعاد» ثرى دايمنشن» Three-dimension.
فرغم أن الرجل تم استبعاده من منصب المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، وإبعاده - كما تخيلنا - من مطبخ الرئاسة، إلى رئاسة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، فإن الأيام الماضية كشفت عن أن ياسر على سيلعب دورا هو الأهم، ويقترب من الدور الذى لعبه المستشار طلعت حماد وزير شؤون مجلس الوزراء فى حكومة الدكتور كمال الجنزورى الأولى عام 1999، وهو منصب مستحدث ولم تشهده مصر فى كل حكوماتها السابقة أو حتى اللاحقة، وتحول فيها المستشار طلعت حماد إلى الآمر الناهى وكأنه رئيسا للوزراء الفعلى، يتدخل فى كل كبيرة وصغيرة، ويخشاه كل زملائه الوزراء وكبار المسؤولين، وتحول إلى صانع «الألعاب» الأوحد فى «الملعب السياسى» بطوله وعرضه.
وتأسيسا على الدور الذى لعبه المستشار طلعت حماد، فى نهاية القرن الماضى، فإن الدكتور ياسر على سيلعب دورا ثلاثى الأبعاد، ولكن تحت مسمى وظيفى مختلف، والدليل على ذلك أن ياسر على لم تنقطع زيارته لحظة عن قصر الاتحادية، وعرضت الرئاسة عليه الأسبوع الماضى حمل حقيبة وزارية ليكون داخل المطبخ الوزارى والعين الراصدة، إلا أنه رفض مؤكدا أن منصبه الحالى أفضل وسيؤدى دوره «ثلاثى الأبعاد» بقوة، لأنه موجود فعليا داخل مطبخ رئاسة الوزراء، وأن جميع الوزراء يخشونه، ويتساءلون عن سر دوره الحقيقى.
وساق ياسر على مبررات رفضه حمل الحقيبة الوزارية، منها أن الناس تعتقد أن دوره انحصر فى مهام قيادة مركز معلومات مجلس الوزراء، ومحاولة الوقوف على الأرقام والإحصائيات عن كل شىء فى مصر فقط، لذلك يمارس دوره «ثلاثى الأبعاد» وأحد أضلاع «مطبخ صنع القرار»، فى الخفاء وبعيدا عن رصد العيون له.
ياسر على، الرجل الذى يتحرك بحرية شديدة بين أضلاع نظام الحكم فى مصر، وهى «الرئاسة والحكومة ومكتب الإرشاد وذراعه السياسية الحرية والعدالة، ويعد حلقة الوصل بين هذه الأضلاع لمتابعة ورصد فعاليات هذه المؤسسات، بحيث يتم الدفع بكل عمليات المتابعة الدقيقة إلى مكتب الإرشاد، رأس حربة الحكم فى مصر، ومن منطلق وجوده كرقيب لا يتم تمرير قرارات من بين دهاليز مجلس الوزراء وقصر الاتحادية دون علمه.
وكشفت مصادر وثيقة الصلة من ياسر على، أن الدور الذى تم تفصيله له، مهم للغاية، ويؤكد مدى الثقة الكبيرة التى يتمتع بها بين صفوف جماعة الإخوان المسلمين، وأنه صاحب الامتياز الأول فى تنفيذ المهام الصعبة والمحورية فى صمت ومهارة، بل حامل سر شفرة العلاقة بين مؤسسة الرئاسة ومكتب الإرشاد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة