منذ أكثر من 4 أعوام مضت كان «الكواحيل» أمثالى لا يعرفون عن موقع التغريد «تويتر» سوى أنه ملاذ الخائفين وجنة المتكاسلين ووسيلة التعبير التى يلجأ إليها الجبناء للكشف عن آرائهم الدخيلة على قيم المجتمع الأصيلة، وشيئا فشيئا تفشى هذا التويتر بشكل مرعب بين عدد من الأصدقاء والزملاء، ثم اكتشفنا أن قلة مارقة من المشاهير تستخدمه ربما لعدم تحليهم بالشجاعة لمواجهة الواقع، وعلى رأس هؤلاء كان الدكتور محمد البرادعى الذى ما إن بدأت علاقته بتويتر حتى أصبح الرجل يطلق تويتة «أى تغريدة» عند الاستيقاظ وقبل النوم وبعد كل وجبة وبين مواعيد الصلاة. بعدها بقليل أصبح تويتر مرضا تفشى بين كل من يتعاملون مع بقية مواقع التواصل الاجتماعى، ولكن ظل البرادعى رمزاً لغزارة الإنتاج والنضال عبر تويتر، وظل الناس يتهمونه بأنه لا يجرؤ على النزول للشارع، وروج سياسيو النظام السابق والحالى أيضاً أن يعتبروه يخشى من تعفر حذائه بتراب الشارع المصرى فيلجأ للفضاء الإلكترونى وضغطوا على أعصابه لكى ينزل ويخالط الجماهير الغارقة فى عرق النضال، «الحق أن زملاء إعلاميين ساهموا فى هذه الحملة لأسباب لا يعلمها إلا الله» وللأسف أنا صدقت هذا وغضبت من رجل يسعى للتغيير بجهاز لاب توب مع كوب نسكافيه فى غرفة المعيشة تحت التكييف، وتسلل إلى نفسى يقين أن الرجل يعمل لصالح منظمة غامضة تحمل اسما خطيرا على غرار «منظمة الطيور الثلاثة لتدمير شمال أفريقيا والهلال الخصيب».
الآن أعتقد أننى مدين للرجل باعتذار لأسباب كثيرة أهمها أننى أقضى على تويتر أكثر مما أقضيه مع طفلى الصغير، وأتساءل أيضاً: هل يعتذر السياسيون الذين أصبحوا بارعين فى تويتر أكثر من براعتهم فى الاعتراف بالأخطاء، لا أظن ولا أطالب أحدا بأن يفعل هذا فقط لقد أرحت ضميرى بأننى رغم اختلافى مع كثير مما يفعله الرجل لن أعود مرة أخرى لكى أنتقده فى هذه النقطة.. عموماً سأذكر لك الآن عينة من المشاهير الذين يقضون أوقات فراغهم على تويتر وفيس بوك «الرئيس محمد مرسى – عبدالله كمال – عصام العريان - عصام سلطان – محمد محسوب - على السلمى – المتحدث العسكرى - محمد البلتاجى – سعد الكتاتنى – سيد البدوى – هشام قنديل - نادر بكار – حسن نافعة – أساحبى – وأخير الواد اللى قطع نفسه عشان سارة...».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة