اقتحم 280 متطرفا إسرائيليا باحات المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال يوم السبت الماضى، وتبول أحدهم فى منطقة الأحراش أثناء أداء بعض الطقوس التلمودية التى تسمى «الانبطاح المقدس»، ولم يتحرك صفوت حجازى مع ملايينه لنصرة دين الإسلام، ولم يتحرك أنصار أبوإسماعيل من أمام مدينة الإنتاج الإعلامى، ولم يصرح البلتاجى ولا العريان ولا الحداد، وجلس السلفيون فى الصدارة لمنع الطيران بين القاهرة وطهران، والتصدى للمد الشيعى الجبار الذى بدأ «يندع بشوية سياح فى أسوان»، وواصل الإخوان مخططهم لتمييع كل شىء، وصولا إلى بيع البلد عن طريق «الصكوك»، وتحديث آليات القمع بآليات قديمة، فى الوقت الذى تعيش فيه إسرائيل أزهى أيامها بعد وصول حلفائهم الجدد إلى السلطة، تم تخفيض الموازنة 4 مليارات لأن مصر لم تعد تهددها ولأنها «بعافية شويتين»، فتحت باب الهجرة أمام الأقباط بعد زيارة أوباما للقدس «العاصمة» بأربعة أيام، وبالفعل تقدمت 237 عائلة طلبا للأمان فى حضن العدو الصهيونى ولكى يزداد الاحتقان الطائفى فى مصر، تحول الصراع كما أرادت اسرائيل وأمريكا إلى صراع بين الشيعة والسنة، ونسى شيوخنا الفضائيون العدو القريب، النظام الإيرانى يلعب لا شك لمصلحته، ويقدم إغراءات مالية ضخمة لدخول مصر لكى لا تعتمد على واشنطن، إيران تريد أن «تفلفص» من العزلة التى تعانى منها، والتى فرضها الغرب على نظامها الدينى المستبد. فى 4 فبراير2011 شدد الرئيس الإيرانى فى خطبته باللغة العربية على دعمة للثورات العربية ذات المد الإسلامى «والتى تنهى عهد الاستكبار والوجود الصهيونى والأمريكى فى المنطقة»، المد الذى تحدث عنه مكن الوجود الصهيونى أكثر وجاء لتصفية القضية الفلسطينية، لأن السلطة أهم من تحرير فلسطين، أصبح كل فصيل يتحدث باسم كفيله، السلفيون الذين تطور أداؤهم السياسى خلال العامين الماضيين يخافون من الشيعة لأن السعودية تخاف منهم، ويهددون السياح الإيرانيين خوفا من المد أو الشبح الجديد الذى سيتم الحشد من أجله، ولم يحشد أحد قادتهم الحشود أمام السياحة الإسرائيلية المزدهرة، لا أزعم أن نوايا النظام الإيرانى الفاشى طيبة، ولكنى واثق من «الأساس» الوجدانى المصرى، الذى ابتدع صيغة عظيمة بارتباطه بالمذهب السنى الذى يمارس حياته من خلاله بيسر وإخلاص، وبين محبته وارتباطه الوجدانى والمادى بآل البيت الذين تربعوا فى قلوب المصريين، النظام فى مصر الذى يطبق الإخوان على مراوحه، يتمثل أعضاؤه على حد تعبير إبراهيم عيسى فى التحرير البناء الشيعى، بل إن المنهج الشيعى يسيطر على أدائهم مع تعبئته بالفكر السنى، الإخوان يريدون «أى فلوس ومن أى حد» لكى يتم تأجيل الفشل لا أكثر، ولست من الخائفين من المد الشيعى، لأن مصر قادرة بتاريخها وعلمائها وبداهة شعبها وفطرته النقية على الحفاظ على وحدتها وانسجام نسيجها، أمام أى دخيل شيعيا كان أو وهابيا، وكنت أتمنى أن تتحول طاقات الغضب السلفية والجهادية والقاعدية نحو العدو الرئيس الذى اغتصب أرضنا وحاصر وشرد واستوطن ويستوطن وأهان مقدساتنا، بدلا من تنفيذ المخطط الصهيونى الأمريكى الذى يهدف إلى إشعال الحروب الإسلامية الإسلامية، إيران ليست قوية كما يزعم الإخوان والسلفيون لأن الاستبداد لا يصنع أقوياء، والتلويح بـ30 مليارا و5 ملايين سائح سنويا، ما هو إلا مناورة فارسية أمام الجيران والبوارج الأمريكية المتمركزة بأرضهم، وسنستيقظ يوما ونشاهد الشعب الإيرانى العظيم فى الميادين يطالب بالحرية كما فعل العرب فى ثوراتهم، التى تعانى هذه الأيام من الأورام التاريخية البلاغية، وسيتحد الجميع بإذن واحد أحد ضد العدو الحقيقى وضد الحكام العرب المستبدين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة