هناك من يعمل بكل طاقته لإغلاق ملف قضية اقتحام السجون يومى 28 و29 يناير عام 2011، الاتهامات موجهة إلى النيابة العامة، أى موجهة إلى النائب العام المستشار طلعت عبدالله.
الدليل يأتى من محكمة مستأنف إسماعيلية، يأتى من المستشار الشجاع خالد محجوب، رئيس المحكمة التى تنظر قضية اقتحام سجن وادى النطرون، وتهريب مساجينه، ومنهم الرئيس محمد مرسى.
المستشار خالد محجوب يضرب المثل فى دور القاضى الباحث عن الحقيقة، القاضى الذى يسجل اسمه بحروف من نور فى تاريخ العدالة، القاضى الذى لا يرهبه ولا يغريه سيف المعز وذهبه، قال فى جلسة أمس الأول الأحد: «إن النيابة العامة تطلب من المحكمة إغلاق ملف القضية والفصل فيها بحالتها، وتعمدت عدم تنفيذ قرار المحكمة باستدعاء الشهود، وذلك بامتناع المحامى العام لنيابات الإسماعيلية عن التوقيع على الخطابات المرسلة باستدعاء الشهود». أمام هذا الموقف الغريب من النيابة العامة أعلن المستشار خالد محجوب أن المحكمة ترفض طلب النيابة بإغلاق ملف الدعوى، ووفقا لسلطاتها المخولة قانونا، كما جاء فى نص المادة 291 من قانون الإجراءات الجنائية تأمر من تلقاء نفسها فى أثناء نظر الدعوى بتقديم أى دليل تراه لظهور الحقيقة، بما فيها شهادة الشهود، ولها أن تستمع إلى شهادة أى إنسان يحضر من تلقاء نفسه لإبداء أى معلومات فى الدعوى. نحن أمام قضية مصيرية تتسابق جهات ما على التواطؤ من أجل عدم ظهور حقيقتها، وتحويلها إلى لغز فى التاريخ، شأنها شأن حريق القاهرة فى يناير عام 1952، وأحداث الأمن المركزى عام 1985، وأحداث أخرى لم تتكشف أسرارها كاملة، ولا الجهات المسؤولة عنها.
إجلاء محكمة مسـتأنف الإسماعيلية للحقيقة فى اقتحام سجن وادى النطرون من شأنه أن يكشف المخطط كاملا، والذى تم تنفيذه فى توقيت واحد فى سجن أبوزعبل وسجن الفيوم وسجون أخرى. فى مطلع مارس الماضى وأمام محكمة الإسماعيلية فجر اللواء عصام القوصى، مدير سجن ليمان 430 وادى النطرون، أثناء الاقتحام مفاجآت مذهلة، أكد أن عملية الاقتحام لم يقم بها الأهالى «لاحظ أن الرئيس مرسى قال فى ألمانيا إن الأهالى هم الذين هربوه من السجن»، قال القوصى إن جماعة مسلحة ومدربة هى من قامت باقتحام السجن، وشلت كتائبه بأسلحة متطورة، وأن تلك الجماعة المسلحة استهدفت السجون السياسية المتواجد فيها الإخوان والتنظيمات الإسلامية الأخرى، ثم اقتحمت السجون العادية عن طريق اللودرات، وخلال ساعات كان السجن بأكمله كوم تراب، وكان مع هذه الجماعات المسلحة المدربة عربات إسعاف تسعف كل من يتم التعامل معه من خلال عناصر الحراسة فى الأبراج، وتم رصد سيدة تتحدث فى قناة فضائية عن اقتحام السجون فى الوقت الذى لم يكن هناك اقتحام، مما يعد إشارة بدء للاقتحام فى كل السجون، وعن أوصاف هذه الجماعة «المدربة»، قال القوصى: كانت ملثمة وتتحدث بلهجة بدوية أو عربية، وبصحبتهم نحو 500 سيارة، وفى كل سيارة من 5 إلى 7 أشخاص مسلحين بأسلحة آلية ورشاشات. تلك هى شهادة «القوصى» التى تفك شفرة لغز القضية، وهو ما لا تريده جهات ما، ومن الضرورى العمل لفضح هذه الجهات حتى لا تنجح الضغوط التى تمارسها ضد القضاة الأجلاء بقيادة المستشار خالد محجوب فى محكمة الإسماعيلية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة