كريم عبد السلام

باب الإخوان الذى تأتى منه الريح

الأربعاء، 03 أبريل 2013 02:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أدرى لماذا يحرص الإخوان، سواء فى الجماعة والحزب على إثارة الغبار وافتعال المعارك المزيفة وفتح كل الأبواب التى تأتى منها الرياح والأتربة، بحيث نظل ندور فى حلقة مفرغة من الانقسام والأزمات والتطاحن فى الشارع السياسى، على حساب استقرار هذا البلد.

آخر هذه المعارك المزيفة، ما راج حول تعديلات قانون مباشرة الحقوق السياسية، وخاصة المواد المتعلقة بحظر استخدام الدعاية الدينية، فاللجنة التشريعية والدستورية بمجلس الشورى الموقر وعلى رأسها الكادر الإخوانى صبحى صالح، وافقت فجأة على إلغاء فقرة "استخدام الشعارات الدينية" من قانون الانتخابات، واكتفت بحظر الدعاية الانتخابية القائمة على أساس التفرقة، بسبب الجنس أو الأصل أو الدين، الأمر الذى يتعارض بوضوح مع الدستور الحالى للبلاد.

ما يبدو معه أن المعركة المزيفة الأخيرة مقصودة ولكن ليس لذاتها وإنما لشىء أبعد، الموقف الذى أفصح فيه صالح عن عصبيته الإخوانية تحت قبة الشورى، وذلك عندما اعترض أحد النواب على الشعار الإخوانى "الإسلام هو الحل"، بوصفه يدخل ضمن الدعاية الدينية المحظورة، وهنا انبرى صبحى صالح المحامى مستعرضا تاريخه الطويل فى المرافعات، مدافعا عن اللوجو الإخوانى وكيف أن التعديلات الجديدة فى القانون لا تنطبق عليه، وتبريره فى ذلك أن هناك أكثر من 68 حكما قضائيا تؤكد كلامه، وبالطبع لن نستطيع أن نحصى هذه الأحكام أو نستعرضها بالتفصيل لبيان مدى صدقه من عدمه.

الخلاصة أن جماعة الإخوان تخطط عبر ذراعها التشريعية بمجلس الشورى إلى إثارة نوع من الغبار الطائفى قبل انتخابات مجلس النواب، بحيث تلهى الناس التى قررت المشاركة بعيدا عن فحص كشف الحساب الخاص بالجماعة سواء فى الرئاسة أو الحكومة أو المحافظات، وتحويل المعركة من استكمال مؤسسات الدولة التشريعية حسب المصكوكات الرسمية إلى حرب بين أخيار الجنة وأشرار النار، فى تكرار لتجربة استفتاء مارس 2011 المشئوم.

الحرب الانتخابية على أساس طائفى التى تدق طبولها جماعة الإخوان وعناصرها فى مجلس الشورى تستكمل مسار تحويل مصر إلى باكستان جديدة، أو عراق أخرى، حيث ينقصنا عمليات إرهابية متوالية تبدأ فى سيناء وتتكرر فى المدن الرئيسية، لتدخل البلاد النفق المظلم الذى لا يعلم الفلوطة صبحى صالح ولا ألف غيره كيف يمكننا عنئذ الخروج منه.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة