لن يكون هناك جديد عندما نعيد ونزيد من أن أمن سيناء خط أحمر، وأن الاقتراب منه يعنى بالفعل إعلان حرب، ليس فقط ضد إسرائيل، بل ضد أى جهة أو دولة أو تيار يحاول النيل من هذه الأرض المباركة، فسيناء هى بوابة الأمان لمصر، ومقبرة كل غازٍ، أو معتدٍ ينتمى للعدو الإسرائيلى أو لتنظيم القاعدة.
ولكن الجديد هو أن معظم التنظيمات، القاعدية منها والجهادية، تعمل تحت ستار وبرعاية رئيس الجمهورية الإخوانى محمد مرسى الذى قرر فى غفلة من الزمن إعطاء صك البراءة والإفراج لرموز الإرهاب المحلى والدولى، بل سمح لقيادات من تنظيم القاعدة من كل أنحاء الأرض، وعلى رأسها أفغانستان وباكستان، بالدخول لمصر دون رقيب وحسيب، والنتيجة هى احتلال سيناء من هذه الجماعات، وهو ما ظهر مؤخرا من قيام العشرات من أعضاء التيارات الدينية الجهادية فى سيناء باستعراض عسكرى ومسلح بجميع الأسلحة الآلية المحمولة، وذلك فوق سيارات نصف نقل ذات الدفع الرباعى، بالإضافة إلى المسيرات التى جابت شوارع وقرى مدينتى رفح والشيخ زويد الحدوديتين مع إسرائيل وغزة بالمنطقة «ج» المنزوعة السلاح طبقا لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل.
كل هذا حدث لاستعراض القوة، ولإثبات أن سيناء خارج السيطرة. أعلم أن الجيش تحرك، وأنه نجح فى إجهاض تحرك أى قوى تابعة للقاعدة أو إسرائيل أو حماس فى سيناء، لكن التخوف أن هذه القوى تحظى برعاية إخوانية، خاصة التابعين للقاعدة وحماس، وهو ما يجعل فكرة إعلان الجماعات الإرهابية إقامة إمارة إسلامية فى سيناء تابعة فى ولايتها لتنظيم حماس والإخوان فى القاهرة، وهو ما يؤكد فكرة وجود نواة لجيش مصر الحر فى حالة إذا ما تم إسقاط مرسى، سواء عبر الصندوق أو بانقلاب ضد حكم الإخوان. هذا السيناريو ليس من وحى الخيال، بل هناك مؤامراة حقيقية ساهم فى تنفيذها حكم الإخوان، وهى إعلان دولة فى سيناء أو ضمها مع غزة لتكون وطنا بديلا للفلسطينيين التابعين لحركة حماس، فهل نصحو على نجاح مؤامرة فصل سيناء عن غزه، أم يتحرك الجيش والشرفاء فى سيناء لاجتثاث كل ما هو إرهابى وقاعدى وحمساوى يحاول التلاعب بالأمن القومى المصرى من خلال مطاردة العناصر الإرهابية، والتى قامت بتنفيذ عمليات استهدفت بعض المنشآت الأمنية والحكومية بالمنطقة؟.. وللحديث بقية.
عبد الفتاح عبد المنعم
برعاية مرسى.. الإرهابيون ينشئون «إمارة سيناء الإسلامية»
الأربعاء، 03 أبريل 2013 02:51 م