مهما كان رصد مقابلة د. محمد مرسى، رئيس الجمهورية، لمنتخب الشباب الذهبى الأفريقى ومنتخب تنس الطاولة، ثالث العالم من حيث المكان.. والأعداد، أو حتى أن الرئاسة بدأت تفطن لأن لكرة القدم تحديدا، والرياضة «زبون» مهم فى الشارع المصرى، حتى لو قيل إن كرة القدم عادت بقوة لتستخدم فى السياسة.. فالمهم أن هناك تعويضا لشباب قدم لمصر ضحكة وفرحة غابتا عن الشارع طويلا.
لكن الأهم وبعيدا عن هذا الرصد.. الذى أصبح مطلوبًا جداً، لكن دون تعنت أو قصد الإساءة لاستخدام تكريم الرئاسة لفريق كروى كأنه عودة لماض سحيق، يوجد الكثير من علامات الاستفهام.. خاصة بعدما أصبح الأمر يشبه الجملة المسرحية الخالدة.. وأفتح الشباك.. ولا أقفل الشباك!!
أولا تم الإعداد للقاء بصورة جيدة تعطى الشباب الفرصة فى التفكير بعمق.. هل يلعبون الكرة.. فيصبح فى الغد القريب هناك معترفا به فى هذا الوطن بـ«وظيفة محترمة اسمها لاعب كرة».. يمكن أن يضخ للمجتمع ولخزانة البلد دخلا تحتاجه، بل يصبح سلعة للتصدير.. وهل تتفهم الأسرة.. كل أسرة من كل فصيل سياسى حتى الحرية والعدالة أن عريسا ينتظرونه لابنتهم مهنته لاعب كرة؟!
أظن أن كرة القدم التى ساهمت بـ٪33 فى عودة الاقتصاد البرازيلى لعافيته بعدما ضربت البرازيل «تفليسة» دولية.. كنا نقرأ عنها فى الكتب فعادت ضمن 8 اقتصادات كبرى قوية بسبب قناعة رئيس اسمه لولا دى سيلفا.. بأن هناك سلعة للتصدير اسمها كرة القدم أقصد لاعبى الكرة، وهناك مباريات واستثمارات يمكن ضخها فى هذه الصناعة بما يضمن ضم قاطرة مهمة للاقتصاد المصرى!
تذكرت تلك الوقائع حين رأيت عبر التليفزيون مقابلة الرئيسى مرسى.. ومنتخب الشباب يعنى المستقبل، لذا رصدت غيابا، كان بالنسبة لى نصف مفاجأة، لأننى تصورت للحظات أن هناك من يفكر فى بيزنس وصناعة اسمها كرة القدم والرياضة المصرية!
بكل تأكيد ما نقوله ليس أحلامًا صعبة المنال فتصدير اللاعبين يعنى مزيدا من العملة الصعبة.. فإذا علمنا أن ثلاثة لاعبين يمكنهم مع خالص احترامى أن يحولوا نقداً أجنبيًا لمصر يساوى ما يحوله ثلاثة أرباع العاملين فى الخليج.. أظن سنضرب رؤسنا بإيدينا على الأقل ولن أقول فى الحائط ونقول: ياه.. معقوووولة!
طبعًا معقولة جداً.. ولكن، كان يجب أن يتحدث اللاعبون مع الرئيس بشجاعة واحترام، وأن يتم إعدادهم قبل اللقاء جيداً ليعرفوا أنهم مطالبون بأن يتحدثوا مع الرئيس فى شأن عملهم وفى شأن تحولهم من سوق تتحكم فى اللاعب لمصلحة بعض الفسدة وليس لصالح اقتصاد البلد، بدأ من تحكم الأندية رغم أنها لا تعمل بفلوس خاصة بتاعة الرجالة اللى بتدير، ورغم كونهم يخسرون ثم يخرجون علينا بحكاية أنهم لم يستطيعوا إنقاذ الجنين فضحوا بالاقتصاد والبضاعة حتى يعيش كرسى مجلس الإدارة!
كنت وسأظل أمتلك الحلم والأمنية فى أن تحدث ثورة فى كرة القدم، فاللاعب يمكنه أن يصبح عاملاً عندها.. ويمكنه التأمين والاستثمار فى مشاريع رياضية وخدمية وخلق فرص عمل.. وعلى فكرة أى لاعب يقولون إن الإصابة تضيع مستقبله لازم يضحك لأنه ببساطة لو ذاكر كيف تكون مهنته فى الخارج فسيجد أن الاعتزال المسبب يغنيه عن باقى اللعب لأن فيه بوليصة تأمين بالملايين!
إنما لا أحد يتحرك.. فلا نجد مكاتب وكلاء يعمل بها أو تعطى فرص عمل إنما مجرد شنطة.. ولا نجد من يستثمر فى ملاعب فى مدن السواحل مثل شرم الشيخ والغردقة.. ولا مدن الآثار مثل الأقصر وأسوان.. وحتى الواحات.. لو حصل فسيحضر إلى مصر فرق عالمية منها والله العظيم البارسا والريال والمان والبايرن على الأقل ووراءهم سواح بالملايين.. بس نقول لمين.. سيبوا الشباب يتكلم.. والمسؤول يسمع.. وهاتفرج والله.
عصام شلتوت
لقاء الرئيس مرسى مع الشباب.. وحلول البرازيلى دى سيلفا مع الاقتصاد
الأربعاء، 03 أبريل 2013 04:58 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة