سليمان شفيق

هجرة الأقباط مؤشر لتفكك الأمة

الأربعاء، 03 أبريل 2013 11:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتناقل وسائل الإعلام المختلفة، أخباراً وأرقاماً وإحصائيات مختلفة، حول هجرة الأقباط بعد ثورة 25 يناير، وللأسف يستخدم البعض هذه الظاهرة كجزء من أدوات الصراع السياسى مع الحكم الإخوانى، والبعض الآخر من الأقباط أنفسهم يشارك بوعى أو بدون وعى فى التهجير الطوعى للأقباط، هذه «اللعبة القذرة» التى يستخدم فيها رجال أعمال ووكلاء هجرة ومنظمات حقوقية وصحفيون يعملون فى خدمة هؤلاء الوكلاء..حذرت منها ومازلت، وهى عملية تجريف للأمة المصرية بعد أن تفككت مقومات الدولة، والذين يحبذونها ويستفيدون منها أشبه بعملاء الوكالة اليهودية فى خمسينيات القرن الماضى الذين ساهموا فى تجريف الأمة المصرية من اليهود المصريين لخدمة دولة إسرائيل.
فى العام 1994 كنت منسقا لمؤتمر الأقليات الذى تنبأ بكل هذه الظواهر وكعادة النخب المصرية عامة والقبطية خاصة لا يرون إلا تحت أقدامهم، فهم ومنذ تقرير العطيفى 1972 وحتى الآن لا ينظرون إلى القضية القبطية إلا من منظور طائفى، وليس من منظور وطنى، مجرد بناء كنائس وتعيينات فى الوظائف..إلخ، والنخب القبطية ترسخون تلك الرؤية القاصرة ويضيفون عليها بعض المظالم مثل أسلمة القاصرات وغيرها، فى أحسن الأحوال يتحدث البعض عن التعليم والإعلام والثقافة دون إدراك حقيقى بأن ثورة 1919 العظيمة تحدثت عن «عنصرى الأمة» فى دلالة مبكرة على وعى وطنى قومى «أنثربولوجى» يتجاوز حدود الطائفية إلى آفاق بناء الأمة العصرية فى دولة القانون، وبلغت عوامل الاندماج القومى مداها فى نماذج مثل مكرم عبيد وسينوت حنا وويصا واصف وغيرهم، كيف كان ينجح هؤلاء بأصوات الوفديين ولا أقول بأصوات المسلمين! وثورة 25 يناير فى الـ18 يوما الأولى لها، كادت أن تعيد إنتاج ما تبقى ولو رمزيا من تلك الظاهرة، ولعل ذلك ما دفع الإسلاميين لخنق هذا الوليد مبكرا، ولذلك اشتد ضربها للأقباط بهدف خلق حالة من الذعر فى الأوساط القبطية، وقام باستغلال هذه الحالة مخابرات دول عن طريق عملاء مباشرين ومستفيدين صغار، ووصل الأمر إلى أن إحدى الكنائس الكبرى بالإسكندرية عقدت ندوة بالكنيسة لتسهيل الهجرة، وصمتت الكنيسة فى المقر البابوى عن ذلك، والآن يستغل البعض زيارات الحجيج القبطى للقدس لتهريب الأقباط، أناشد العقلاء وعلى وجه السرعة الاجتماع لتشكيل لجنة لمواجهة تفريغ الوطن من الأقباط، فهل من مجيب؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة