الحقيقة (مرة) لذلك سوف تحتار فى أسباب تأخر الحكومة عن إعلان أسماء الوزراء الجدد المبشرين (بالجنة) والذى بشر بهم الرئيس مرسى على الجزيرة وبخل بهم علينا فى القنوات المحلية. وفى ظل هذه البلبلة فى الحكم والإعلام من الطبيعى أن نرجع تأخر تعيين الوزراء الجدد لأن القيادة السياسية تسعى لتنصيب شخصيات إخوانية أو لأخونة الوزراء القادمين والتأكد من ولائهم، وقد نقول إن أسباب التأخير هى البلادة والعناد والغرور الذى اعتاد النظام الحالى أن يعاملنا به، أو قد يكون بهدف الصبر علينا إلى أن تقل الطموحات والمطالب الشعبية ليتم الاكتفاء فى النهاية بتغيير وزير أو اثنين على أعلى تقدير خاصة وهم متمسكون بشدة بالدكتور هشام قنديل كأفضل رئيس وزراء يمكن إيجاده فى المرحلة الإخوانية المتأزمة.. على أى حال تلك أسباب قد تكون مقنعة للكثيرين ولكنها وللأسف قد تشكل نصف الحقيقة فقط فلماذا لا نفكر مثلاً فى أننا بلد فاضية أو أن الكوادر والمتفوقين (طفشوا) من زمان أو ارتاحوا للعمل الخاص أو فى الشركات الكبرى أو أن النوابغ والعقول قلقون من العمل تحت إمرة الإخوان أو فى هذه الظروف السيئة التى يعامل الناس فيها الوزراء مثلهم مثل الأجراء بالكرباج والصراخ وسب السلسفيل.. خاصة لو كانت الوزارة خدمية فينتظر المواطنون أن يأخذ لهم الوزراء (الهدوم فومين فى البيت).. وفى تاريخ الانحلال والضعف السياسى الكل يشارك فى جريمة السقوط الحكام والسكان. فالجميع على باطل ونظرة خاطفة على الشارع المصرى ستؤكد لك أننا لا نستحق هذا البلد ولكننا نستحق هذا البلاء لأن لا الوزير عارف شغله ولا المواطن عارف واجبه الكل متخبط فيما يفعل تائه فيما يستحقه وما هو مفروض عليه.. وأتصور أن المقولة الشهيرة (مصر ولادة) التى لعبت بعقولنا منذ قدم التاريخ تستحق الدراسة. فبعد أعوام طويلة من تجريف الأرض وتسمم التربة وانهيار القيم الاجتماعية والأخلاقية وانحدار منظومة التعليم والاعتياد على الفساد السياسى أصبح من النادر الحصول على النوابغ والكوادر الموعودة وأصبح (العك) المتاح هو الصفة الغالبة فى الناس أو القيادات.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة