كريم عبد السلام

تهنئة الأقباط بين الإخوان والسلفيين

الثلاثاء، 30 أبريل 2013 12:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجأة اندلعت عاصفة من الجدل الفارغ حول تهنئة الإخوة الأقباط بأعياد القيامة، وانبرى شيوخ الجماعات السلفية يحرمون وينهون عن تهنئة شركائنا فى الوطن، وكأن من يقول لأخيه مبتسما «كل سنة وأنت طيب» يتنازل عن دينه وعقيدته ويتبنى دين أخيه المسيحى، وتضمن هذا الجدل الفارغ تجاوزات من بعض المشايخ تصل إلى التكفير الصريح والتجريح المتعمد دون أى مراعاة لطبيعة المناسبة ولا لأخلاق التعايش، ووصل الأمر بأحد هؤلاء المشايخ الغلاظ أن أباح للمسلمين الذهاب للكنائس والصلاة فيها إذا جاءت أوقات الصلاة، وحرم فى الوقت نفسه تهنئة أصحاب الكنيسة بأعيادهم.

وإذا كنا نفهم الغلظة والجلافة التى تسيطر على تفكير الكثير من أقطاب السلفية هذه الأيام، بحكم طبيعة المرحلة التى تشهد انحطاطا فى التفكير ونزوعا إلى العنف وغيابا للتسامح وصعودا للانتهازية السياسية والأخلاقية واحتقارا لوجود الآخر المختلف، فإننا يمكن أن نعالج هذه التوجهات بالرفض الصريح والانتقاد الهادف حتى ينصلح حال الكارهون الغلاظ.

لكن ما لا نفهمه ولا نستطيع أن نكون موقفا واضحا تجاهه هو موقف جماعة الإخوان من تهنئة الإخوة الأقباط، والذى يندرج ضمن منهج تقسيم الأدوار وتوزيع المواقف بين حمائم وصقور، فالقيادى عصام العريان نشر على صفحته بموقع فيس بوك تهنئة تفصيلية باهرة للإخوة الأقباط ووصف أسبوع الأعياد «الآلام» بأنه أفضل أيام العام عند المسيحيين، وفى الوقت نفسه خرج علينا الدكتور عبدالرحمن البر، عضو مكتب إرشاد الجماعة، والذى يحب أن يسمى نفسه مفتى الإخوان، أنه لا يجوز شرعاً تهنئة الأقباط بالمناسبات الدينية المخالفة لعقائدنا، فأيهما نصدق، البر أم العريان؟ وأيهما يمثل جماعة الإخوان ؟ السياسى الذى ينظر على انتخابات مجلس النواب ويتطلع إلى جمع أصوات الأقباط بخطاب من طرف اللسان، أم رجل الدين الذى يسعى لصعود سلم المناصب الدينية فى الدولة من باب التطرف؟

الأفضل فى كل الأحوال أن نغيظ الأجلاف الصرحاء الذين يحرمون تهنئة شركائنا فى الوطن وأن نكشف ازدواجية ودهاء من يضعون أقنعة اللياقة والمواطنة للوصول إلى أهدافهم السياسية، وأن نقول من قلوبنا لإخوتنا الأقباط «كل سنة وأنتم طيبين.. أعياد مجيدة».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة