السؤال الآن.. مم تتكون حكومة الدكتور هشام قنديل؟ وماذا تفعل؟ وماهى مهامها؟ ولماذا تستمر مع فشلها العميق؟.. هى حكومة تركت مهمتها وتفرغت للعمل السياسى والتصريحات، تعلن عن انجازات، ترتدى طاقية الإخفاء، أو تتم فى بلد آخر. والمواطن لايرى إنجازا ولا تقدما، يعيش أزمات السولار والدولار، والأسعار والمرور والأمن والفقر والمرض والعلاج والدواء. ثم يرى رئيس الوزراء مبسوطاً وسعيداً، يحدثنا عن إنجازات حكومته، غير المرئية.
الدكتور هشام، لم يقل لنا ماهى خطط حكومته لمواجهة أزمة الكهرباء، أو الأمن، أو البطالة، ويفضل الحديث فى الانتخابات وتبرير بقاء حكومته، ويعد بنزاهة العملية الانتخابية، مع أن الانتخابات ليست من مهام قنديل، الذى يبدو مهتما بالدفاع عن حكومته واستمرارها، ويرى أن الربط بين تغيير الحكومة والانتخابات غير منطقى وسيؤدى لتعطيل المسيرة السياسية، بينما حكومته نفسها ووجودها أكبر تعطيل للعملية السياسية، أو العملية التى فى النملية.
الدكتور هشام يتحدث عن انجازات وهمية وخطط هلامية، بينما كل المؤشرات تعلن أن الصيف القادم سيكون بلا كهرباء.
الحكومة عادة وكما هو معروف فى عالم الحكومات، تتكون من رأس وجذع وقدمين ووزراء يعملون معا، ويجتمعون معا، ويخططون لمواجهة الأزمات. ونحن لدينا يسدون عين الشمس، لايعرفون شيئا عن القرارات المصيرية، ويبدو رئيس الحكومة منفصل عن وزرائه، والوزراء كل منهم فى جهة، الحكومة تبدو مستسلمة لأزمة محطات الكهرباء ونقص الغاز، عازفة عن الخوض فى الموضوع، وكأنه يدور فى بلاد أخرى ولا يخصنا. وتترك هذا وتتفرغ للحديث فى الانتخابات، وهى مهمة يقوم بطبخها وتفصيلها مجلس الشورى.
ولم تفكر الحكومة فى ظل انشغالها الدائم بالدفاع عن بقائها، بإعلان جدول قطع الكهرباء مثلما تعلن وزارة التعليم جداول الامتحانات، حتى يستعد المواطن بالشموع والمولدات والكشافات، وتبدو غائبة عن المشهد مثل باقى مؤسسات الدولة. وحتى عندما تم رفع أسعار أنابيب البوتاجاز، اكتشفنا أن الوزراء المعنيين لايعرفون شيئاً عن القرار، لاوزير البترول ولا التموين وهما الوزارتان المعنيتان بالموضوع، فقد قال وزير التموين أنه لم يعرف بقرار رفع أسعار الأنابيب، ومثل وزير الكهرباء، وكأن هناك حكومة أخرى تتخذ القرارات، بينما تلعب حكومة قنديل الاستغماية، أو تلهو فى الجولات الميدانية.
يتفرغ رئيس الوزراء لمتابعة صفحته على فيس بوك ليدردش مع المواطنين، ويجيب عن أسئلتهم بينما هو وحكومته عاجزون عن الإجابة عن أسئلة الواقع حول البوتاجاز وغيره، ويقدم إنجازات لحكومته لايمكن رؤيتها بالعين المجردة.
والنتيجة أن بقاء حكومة قنديل بهذه الطريقة.. هو نفسه يحتاج إلى تبرير، وقد سبق وقال الرئيس أنه لايمكن تغيير الحكومة والانتخابات باق عليها شهران، والآن تغير الوضع ومازال أمامنا وقت، يصل إلى 6 شهور على الانتخابات، ومازالت الحكومة مستمرة ومتوغلة وناجحة فى الفشل. فضلاً عن أنها متفرغة لمهام ليست من وظائفها، وغائبة عن مهام، هى من صميم عملها. تلعب استغماية، وتصر على أن العملية فى النملية، بينما العملية ليست فى أى حتة.