فى الأول من مايو لعام 2011 نشرت فى اليوم السابع مقالا مطولا بعنوان «وائل السمرى يكتب.. هل تورط حسن نصر الله فى الانفلات الأمنى بمصر أثناء ثورة 25 يناير؟ واستندت فى إلقاء هذا السؤال على تقرير تقصى الحقائق الذى صدر وقتها وقال إن أعضاء من حماس وحزب الله قد تورطوا فى اقتحام السجون المصرية، وقلت إنه برغم تضامننا مع هذين الفصيلين السياسيين باعتبارهما جناحى المقاومة، لكن ما لا يجب أن نسمح به هو انتهاك أمننا القومى بحجة «المقاومة» فمعروف أن مصر تمتلك أكبر جيش فى المنطقة، وأن العبث معها بمثل هذه الانتهاكات يضعف صورتها أمام العالم، وهو الإضعاف الذى لا يصب فى مصلحة أحد سوى «إسرائيل»، ولذلك لا أستسيغ حجج المتحججين بأهمية المحافظة على حماس و«الطرمخة» على أفعالها الطائشة بحجة أنها تمثل عمقا استراتيجيا لمصر، فبعد تكرار المصائب الحمساوية، ولا أرى فى هذا «العمق» إلا تخريبا وإضعافا، وهو الأمر الذى يحول حماس من قوة مضافة إلى الأمة العربية إلى «وكيل» تخريبى لكبرى الدول العربية.
دعنى أصارحك بأننى حينما كتبت هذا المقال كنت متوجسا بعض الشىء، فمسألة إلقاء اللوم على حماس وحزب الله محفوفة بالمخاطر والاتهامات، فمن مصلحتى أن يكون الفصيلان «أقوى» ومن مصلحتى أن يظلا كالشوكة فى عين إسرائيل، ومن هنا كانت يدى مرتعشة وأنا أكتب هذا المقال، متوزعا بين خوفى على أمن مصر وخوفى من أن أشوه «عمقها الاستراتيجى» لكنى أيضا لم أكن لأصمت وأنا أرى أمن بلدى ينتهك، ولهذا كان «الارتعاش» منطقيا ولعلك لاحظت هذا «الارتعاش» فى أننى لم أجزم بتورط حماس وحزب الله فى اقتحام السجون برغم تأكيد تقرير تقصى الحقائق، وأوردت تلك المعلومة بصيغة «السؤال» مطالبا فى نهاية المقال باستعجال التحقيق المفصل الذى طالبت به اللجنة، ومؤكدا حق مصر فى الرد على هذه «الخيانة» إذا ما ثبتت، وللحقيقة أيضا فإنى كنت أتمنى أن يأتى التحقيق مبرئا حماس وحزب الله، لأننى لم أتخيل أن يصل «الإجرام» إلى هذا الحد، ولم أتخيل أيضا أن حماس بهذا الغباء الذى يجعلها تحول معركتها مع نظام مبارك إلى معركة مع الشعب المصرى، لكن للأسف ذهبت أمنياتى هباء مع انجلاء النقاب عما تتمتع به حماس من غباء استراتيجى.
أستطيع أن أؤكد الآن أن شعبية حماس بعد إثبات تورطها فى اقتحام السجون المصرية واتهامها بإراقة دماء 16 جنديا مصريا فى رفح برمضان الماضى أصبحت «صفر» وأن من يناصرها «عمال على بطال» أحد اثنين، «متآمر» أو «أهبل» أو كلاهما، أضف إلى ذلك ما نشر على لسان قيادات من المخابرات المصرية، والذى يؤكد أن حماس هى التى اختطفت الثلاث ضباط وأمين الشرطة المصريين، وأنها كانت تريد أن تبدلهم بالقيادى الإرهابى «أبوعمر الليبي» ولم تعدهم حتى بعد أن أفرج عنه مرسى، فقد فعلت حماس بهذه التصرفات الحمقاء ما عجز مبارك وإسرائيل عن فعله، وصارت حماس الآن «عدوا» بعد أن كانت حليفا، وبيننا الآن وبينها «دماء» لا أتخيل أنها ستذهب هدرا مهما طال الزمن أو بعد الأمد، وعلى من يناصرها حتى ولو من الآن أن يعيد حساباته، لأننا الآن نخوض معركة وطنية دفاعا عن أمننا القومى ودم إخواننا المهدر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة