سعيد الشحات

نظام فاشل يأكل برفع الأسعار

السبت، 06 أبريل 2013 07:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخبرتنى زوجتى بقائمة المطالب الشهرية للبيت، ذهبت لشرائها ففوجئت بزيادة تصل إلى %50 عن الشهر الماضى الذى سجل زيادة أخرى، عدت إلى البيت منزعجا، فأكملت لى الكلام عن جنون الأسعار للدواجن والبطاطس وباقى الخضروات.
شكوى زوجتى هى نفس شكوى كل سيدة، هى نفس شكوى كل موظف لا يعرف كيف يدير نفقات أسرته براتبه، رب الأسرة مطالب الآن باختصار جدول النفقات اليومية، أصبحت شكوى الآباء متلازمة مع مطالب الأبناء لدراستهم، مع تجهيز وجبة يومية عادية، مع احتياجات الملبس والمأكل، أما إذا حدث مكروه المرض لفرد فى الأسرة، فهذا كفيل بخلخلة بالغة فى الميزانية.
حدثنى صيدلى أعرفه أن المريض يعرض عليه روشتة العلاج، ويسأله عما يمكن الاستغناء عنه من دواء فيها، وحدثنى طبيب يعمل فى مستشفى عام أن هناك زيادة كبيرة فى تردد المرضى عليها، ليس لثقة فى المستشفى، ولكن لأن التذكرة رخيصة، شىء من هذا كان يحدث فى زمن مبارك، لكنها زادت بعد الثورة، المشكلة أن المواطن الذى يحدثك عن الأسعار وارتفاعها، وعن دخله المالى وضعفه، لا يعنيه شرح فيه أسباب الأزمة، لم يعد يتحمل حديثا عن فساد نظام مبارك، أصبح من السهل أن تجد حنينا من هؤلاء لزمن مبارك رغم فساده، ما الذى حدث لتأتى كارثة بهذا النوع؟
الحكومات الفاشلة والسياسات الساقطة هى التى تعتمد على أسلوب «الجباية»، أسلوب تجميع المال من جيوب المواطنين، هى التى تتحدث عن حقوق الغلابة، لكنها تصنع السياسات ضدهم، هى التى تعجز عن تقديم الأفكار التى تعين الفقراء، هى التى تعجز عن تقديم تنمية يشعر المواطن البسيط من خلالها أنها من أجله، وليس من أجل حفنة قليلة تكتنز المال.
فى لهيب الأسعار واختناق الموظفين بها، يقدم لنا الرئيس مرسى بحكومته الفاشلة مفاجآت يومية تشمل رفع أسعار أنبوية الغاز، ورفع سعر استهلاك المياه والكهرباء والغاز المنزلى، وفى الطريق رفع أسعار البنزين، وأخيرا رفع ضريبة التمغة وما تمنحه البنوك من التسهيلات الائتمانية والقروض والسلف، هى سلسلة من الإجراءات التى يتحملها كاهل الفقير.
الربط يبن هذه السياسات وقرض صندوق النقد الدولى واضح، حتى لو تحدثت الحكومة بغير ذلك، فمنذ أن جرى الحديث عن القرض، وهناك لعبة القط والفأر، أرادت الحكومة تطبيق الضرائب الجديدة، ورفع الأسعار، لكن الاستفتاء على الدستور أوقفها، خاف نظام مرسى من أن تؤثر هذه الخطوة سلبيا على نتيجة الاستفتاء فقرر التأجيل، كان الأمر نفاقا رخيصا، كانت مقايضة سيئة، كان لعبا فى أوضاع لا يجوز فيها اللعب، فهل استوثق نظام مرسى من أن الأوضاع قد دانت له حتى ينفذ سياساته التى خشى من تنفيذها أثناء الاستفتاء على الدستور؟ هل يقصد القائمون من جماعة الإخوان برفع الأسعار أن تنجح معارضهم التى يبيعون فيها السكر والزيت والسمن واللحم بأسعارهم.
اللجوء إلى القروض من صندوق النقد وغيره جائز لو كانت تلك القروض ستذهب إلى التنمية والبناء، لكنه من غير الجائز أن تكون مرهونة برفع الأسعار، ومن غير الجائز أن تكون مرهونة بتنفيذ روشتة يتحملها الفقراء، تلك هى قصة صندوق النقد الدولى مع الدول الفقيرة، ولا يفلت منها من يسلمون إرادتهم إليه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة