ما هو التشابه بين هوجة عرابى وهوجة يناير؟ أعتقد أن نتائج كليهما متشابه إلى حد كبير، الأولى جاءت بالإنجليز ليحتل مصر والثانية جاءت بالإخوان لكى «يأخونوا»، هوجة عرابى لم تقدم أى شىء لمصر إلا الفقر والانحدار والتدهور سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وهى نفس نتائج هوجة يناير حتى الآن هوجة يناير خلعت «مبارك الفاشل» ليجلس مكانه «مرسى الفاشى»، هوجة عرابى تسببت «طبعا دون قصد» فى الاحتلال الإنجليزى لمصر والذى استمر 70 عاما وكان من الممكن أن يستمر أكثر من ذلك لولا ثورة 23 يوليو 1952 العظيمة التى أنقذت مصر من احتلال أجنبى، وملك فاسد وأسست دولة أعرف أنها كانت خالية من الديمقراطية ولكنها دسمة بالعدالة الاجتماعية والمساواة، ثورة حققت نهضة صناعية واجتماعية وتعليمية وثقافية وتربوية فى مدة قصيرة جدا ولولا المؤامرة الأمريكية والصهيونية فى 5 يونيو 67 ومغامرات عبدالناصر القومية لأصبحنا فى صفوف الدول المتقدمة فى كل المجالات، ثورة يوليو أخرجت أحسن ما فينا، أما هوجة يناير فقد أخرجت أسوأ ما بداخلنا والدليل حالة الفوضى والبلطجة التى يشهدها الشارع المصرى يوميا دون رادع أخلاقى ودينى وقانونى لأننا وبصريح العبارة كنا نخشى الأجهزة الأمنية ولا نخشى الله فى أعمالنا.
إذا ما جرى فى 23 يوليو 52 هو الحدث الوحيد الذى يمكن أن نطلق عليه لفظ ثورة عظيمة غيرت كل شىء، ليس فقط فى مصر، بل فى المنطقة العربية والإسلامية والأفريقية، ومن هذا التغيير جاءت عظمة هذه الثورة، أما ما حدث فى 25 يناير لم يكن سوى «هوجة» أطاحت بنظام مبارك السىء، ولكنها جاءت بنظام مرسى والإخوان الأسوأ، نظام لم يرث من نظام مبارك سوى كل ما هو عنصرى وفاشل وغبى ودموى وتكفيرى، وإقصائى وشرير وطبقى ومتعجرف - «راجع تصريحات مهدى عاكف فى جريدة - الجريدة الكويتية مؤخرا- ضد مصر وباسم يوسف» - وغيرها من الصفات التى أدت إلى تدهور مصر، النتيجة أننا جميعا الآن نخشى أن تكون نتائج ما حدث فى يناير هى نفسها نتائج هوجة عرابى، خاصة أن بشائرها بدأت تظهر فى سيناء ومدن القناة وبعض المدن الأخرى، حيث خرجت من سيطرة نظام مرسى وبدأت تديرها تنظيمات القاعدة والجهاد وأعتقد أنه لولا قوة الجيش المصرى لانفرط عقد هذه الأمة عقب الإعلان الدستورى الأسود للرئيس الإخوانى محمد مرسى. وللحديث بقية..
عبد الفتاح عبد المنعم
هوجة «عرابى» وهوجة «يناير» وبينهما ثورة «يوليو» العظيمة
السبت، 06 أبريل 2013 10:10 ص
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة