أعرف أن ما كتبته أمس تسبب فى صدمة لكل من قرأ مقالتى التى حملت عنوان «هوجة» عرابى و«هوجة» يناير وبينهما ثورة «يوليو» العظيمة، والسبب أن البعض يرى أن ما حدث فى يناير هو ثورة حقيقية بمعنى الكلمة، وأن التغيير قادم وأننا سنتخلص من الإخوان كما تخلصنا من مبارك وأن ما يجرى اليوم هو «مخاض» وهذا الكلام لا يردده أعداء الإخوان ومرسى فقط، بل إن مرسى وجماعته يستخدمون نفس اللفظ والدليل ماقاله الرئيس الإخوانى أثناء زيارته الأخيرة للسودان أن مصر تمر بمرحلة «المخاض عقب ثورتها المجيدة» إذن المعارضة والنظام يستخدمون نفس كلمة «المخاض» رغم أن قوى المعارضة لحكم المرشد والإخوان على يقين بأن ما حدث فى يناير قد أجهض تماما منذ 9 شهور، هى فترة حكم مرسى، حيث تم إجهاض شعار المصريين الذين خرجوا ليسقطوا نظام مبارك وهو «عيش – حرية – عدالة اجتماعية» والدليل أن الفقير فى عهد مبارك أصبح أكثر فقرا والغنى أفلس ويفكر فى الانتحار، أما الحرية فحدث ولا حرج، فقد استبدل مرسى قرارات الاعتقال فى طوارئ المخلوع بقرارات ضبط وإحضار من مكتب النائب العام، وتم تطبيق ذلك على الكثيرين حتى الآن.
كل هذه الكوارث والمصائب التى أتى بها نظام مرسى ومازال البعض يتهمنى بأفظع الاتهامات خاصة الذين كانوا يحلمون بوطن أفضل، ولكنها الحقيقة المرة والتى يجب أن نعترف بها، فلو تأملنا جميعا ما جرى منذ وصول الإخوان للحكم سيتأكد لنا أنها ليست ثورة ولا يحزنون وأن الإخوان ومعهم التيارات الجهادية والسلفية والإرهابية استغلوا مظاهرات بعض الشباب وقاموا بإحداث فوضى دموية فى كل أنحاء مصر، مستغلين كراهية المصريين لنظام مبارك، وللعلم نظام مرسى والإخوان يعيشون نفس حالة نظام مبارك فى أيامه الأخيرة، فأغلبية الشعب المصرى الآن يكرهون الإخوان ومرسى أكثر من كراهيتهم لنظام المخلوع، والسبب أن الإخوان هم التيار السياسى الوحيد الذى استفاد من هوجه يناير ونجح فى «ركوبها» ليحل محل نظام مبارك وربنا يستر ولا يركبونا 30 عاما كما فعل المخلوع وحزبه، تلك هى الحقيقة المرة وعلينا ألا نضع رؤوسنا فى الرمال كالأنعام ونضحك على أنفسنا ونقول أننا صنعنا ثورة 25 يناير لأننا بالفعل نحتاج لثورة مثل ثورة 23 يوليو المجيدة لنعيد لمصر عظمتها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة