بماذا نسمى ما حدث فى مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية.. هل كان «لعب عيال» وتورط فيه الكبار من المسيحيين والمسلمين فى المدينة الفقيرة التى تعانى مثل باقى مدن مصر الآن من الفوضى والانفلات وغياب دولة القانون والشعور العام باليأس والإحباط من الأوضاع السياسية والاقتصادية وغياب العدل والإحساس المتنامى بالظلم الاجتماعى الواقع لغالبية فئات المجتمع بعد ثورة نادت بالعدالة الاجتماعية والحرية والحياة الاجتماعية الكريمة.
من المسؤول عن إشعال الأحداث وإذكاء نار الفتنة التى راح ضحيتها 5 من المصريين الأبرياء مسيحيين ومسلمين وتدمير ممتلكات المواطنين ومحاولة إشعال النار فى كنيسة المدينة؟ هل ستتم محاسبة هذا الشخص الجاهل المتعصب الذى اعتلى منبر المسجد ودعا للجهاد ضد المسيحيين ومارس أسوأ أنواع الكراهية ضد الشركاء فى الوطن، أو محاسبة من حمل السلاح للقتل دون الإنصات إلى صوت العقل ودون التبين والتأكد من أصل المشكلة؟
العنصرية تتزايد والكراهية والفتنة تتسع والسلاح المنتشر بكل أنواعه الحديثة والمتطورة بين الناس يؤجج النيران ويزيدها اشتعالا، فالتقارير فى حادثة الخصوص تكشف وجود بنادق قناصة فمعظم الإصابات فى الرأس والصدر، وسياسة التهدئة وتبويس اللحى وشعارات «مسلم مسيحى ايد واحدة» لن تؤدى إلى حلول جذرية للأزمة الطائفية فى مصر، وهذا لا يعنى إنكار الدور الذى يقوم به الأزهر والكنيسة لاحتواء تلك الأزمات ولكن عدم وجود إرادة سياسية حقيقية للدولة فى القضاء على أكبر أزمات مصر التى أصبحت أكثر حدة بعد الثورة منذ أحداث كنيسة الكشح وإمبابة ودهشور وبنى سويف وأسوان والتى تهدأ دون التوصل إلى الفاعل الحقيقى ودون تحقيق العدالة للأقلية قبل الأغلبية».
الشواهد الآن وحالة التيه وفقدان الرؤية والهدف التى تعيشها مصر حالياً فى زمن الإخوان تؤكد أن حادثة الخصوص لن تكون الأخيرة، والتوتر الطائفى يتصاعد كأحد وجوه العنف الاجتماعى والانفلات الأمنى وغياب الدولة فى مصر. فالرئاسة غارقة فى صراعاتها مع المعارضة وتائهة فى أحاديث المؤامرة والأصابع وماضية فى صراعاتها مع الإعلام والقضاء والجيش، وزيارات وتحالفات تثير العديد من علامات الاستفهام وتفجر العديد من الأزمات.