جاء التشكيل الوزارى مرة أخرى مخيبا للآمال، تعديل ليس له أى قيمة أو هدف أو رؤية وبالبلدى كده ممكن تقول «قلته أحسن». وهذا لم يكن فقط لبقاء قنديل الذى شهد تغير ثلاث وزارات ولم يكن له إنجاز واحد يذكر، فكم تمنينا أن يخرج علينا سيادة الرئيس ويسرد لنا ولو سببا واحدا للبقاء على شخص هشام قنديل كرئيس وزراء فى ظل كل هذا الفشل والتراجع على كل المستويات. ولكن كان أيضا بسبب وجود أسماء لم نسمع عنها من قبل ومعظم خبرتها نظرية وليست عملية. وزراء المجموعة الاقتصادية من بترول واستثمار ومالية وتخطيط جميعهم من الإخوان المسلمين، وكأن الهدف من هذا التعديل فقط زيادة حصة الإخوان فى الحكومة، ثم يغضب الإخوان عند سماع كلمة «أخونة الدولة» ويعترض المبرراتية من أنصارهم على هذه الكلمة. نفس العبارات المؤيدة من قبل الإخوان وحلفائهم. ترحيب بالوزراء الجدد وتفاؤل وتأييد لقرارات الرئيس. ونفس انتقادات المعارضة التى لم يسمعها الرئيس سابقا كى يتداركها لاحقا، مشكلتنا مع منظومة كاملة فاشلة وليس مع أشخاص يأتون ويذهبون دون رؤية أو هدف أو خطة.
وتساءل الجميع عن جدوى تغيير مجرد أسماء داخل منظومة فاشلة يقودها قنديل؟ وما أسباب إقالة هؤلاء الوزراء بالتحديد؟ وما معايير اختيار الوزراء الجدد؟ ولماذا بقى بعض الوزراء الذين لا يرضى عن أدائهم أحد مثل وزير الإعلام ووزير الداخلية؟ لماذا وزارة الثقافة والآثار الآن، وهل هاتان الوزارتان تحتل أولوية فيما تعانى منه مصر من أزمات حالية؟ ووجب التنويه عن أن وزير الثقافة عضو سابق فى حزب العمل الإسلامى وكاتب مقالات رأى فى جريدة الحرية والعدالة يهاجم بها المعارضة، ومجهول بالنسبة لكثير من المثقفين الذين صرحوا بأنهم لا يرون أى مبرر لاختياره من حيث المؤهلات والخبرة.
وعن الوزراء الجدد أتساءل لماذا الدكتور فياض عبدالمنعم لوزارة المالية فهو أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر ومعظم أبحاثه فى الاقتصاد الإسلامى ورجل أكاديمى بحت ليس له أى علاقة بالجوانب التنفيذية؟ وماذا سيكون موقفه من قرض البنك الدولى وفوائده بخلفيته الإسلامية فى الاقتصاد؟
وهنا نجد أننا أمام تعديل وهمى، وزراء ليس لهم أى علاقة بوزاراتهم، وزير التخطيط والتعاون الدولى دكتور فى التربة والأساسات ما العلاقة يا سادة!!. وزير الاستثمار ليسانس ألسن ومدير مبيعات وأتذكر هنا مقولة «وإيه اللى جاب القلعة جنب البحر»!!
ومما لا يدع مجالا للشك أن وزير الاعلام يستحق أن يتم التمسك به فهو يسير على درب الجماعة، من حيث القيم والمبادئ فى التعامل مع مرؤوسيه وإنجاز قطاع الإعلام واضح وضوح الشمس فى مبنى ماسبيرو سواء كان من إضافة لفظ «المتحرش» بجوار وزير الإعلام أو الوقفات الاحتجاجية التى رفعت فيها الشباشب للوزير.
والعجب كل العجب أن الجماعة وضعت دستورا ينص على إلغاء وزارة الإعلام، ولكن من الواضح أن الوزير أكبر من الوزارة، نلغى الوزارة مفيش مشكلة ولكن يبقى الوزير!
وبالمثل إنجازات وزير الداخلية من حيث استتاب الأمن والأمان والاستقرار واختفاء كل أنواع البلطجة والعنف وأكبر مثال الخناقة التى تحولت إلى اغتيال لرئيس الوزراء.
وبعد تعيين بجاتو وزيرا أصبح الكلام عن أى اتهام للمعارضة بوجود فلول النظام فى صفوفهم اتهام يثير الشفقة على مدعيه!!
رحل 9 وزراء دون أن نعرف أسبابا واضحة لرحيلهم وأتوا بوزراء جدد لا تربطهم أى علاقة بوزاراتهم وأبقوا على آخرين الفشل عنوان لحقائبهم الوزارية.. إنها إنجازات عصر نهضة د. مرسى وجماعته.
أناشد المعارضة المصرية ورؤساء الأحزاب المدنية أن يشكلوا حكومة موازية هدفها الرئيسى الكشف عن وجود كوادر حقيقية تنعم بها مصر وخبرات تستحق أن تستغل فى هذه الفترة. وضع خطوات عريضة عن أولويات النهوض بمصر فى هذه الفترة والإعلان عنها بشكل قوى. المعارضة فقط الآن لا تكفى، الأهم ظهور البديل القوى ويلمسه ويتحسسه ويقتنع به المواطن المصرى.. هذا وقتكم فلا تضيعوه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة