سعيد الشحات

لولا دا سيلفا ومحمد مرسى

السبت، 11 مايو 2013 08:29 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى يناير عام 2010، وقف الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا «2002 - 2010» يلقى خطاب الوداع، خطاب تسليمه للسلطة، وحين تذكر خسارته للانتخابات فى أعوام 1989 و1994 و1998، أجهش بالبكاء قائلا: «خسرت لأن جزءا من الفقراء لم تكن لديهم ثقة فى»، وحكى كيف أنه أخبر زوجته بأنه خائف لأن الناس الذين يريد مساعدتهم يخافون منه، فنصحته الزوجة بتكرار المحاولة لأنه محقق غايته يوما»، وأضاف: «أنا أغادر الرئاسة لكن لا تعتقدوا أنكم ستتخلصون منى، لأننى سأكون فى شوارع هذا البلد للمساعدة فى حل مشاكل البرازيل».

«لولا دا سيلفا» هو رمز البرازيل التى زارها الدكتور محمد مرسى، هو من فصيلة الزعماء التاريخيين، الذين صدروا بلادهم إلى العالم بالإنجاز والصدق والانحياز لفقراء بلاده، فعل ذلك بعد رحلة نضال مضى فيها مرفوع الرأس: «علمتنى أمى كيف أمشى مرفوع الرأس، وكيف أحترم نفسى، وكيف أحترم نفسى حين يحترمنى الآخرون».

دفعه الفقر إلى عدم استكمال دراسته وتوقف فى السنة الخامسة من التعليم الأساسى، عمل ماسحا للأحذية، وصبيا فى محطة الوقود، وحرفيا فى ورشة وميكانيكيا، وبائع خضروات ثم أصبح متخصصا فى التعدين، بدأ عمره النقابى وهو فى الـ20 عاما، وأصبح رئيسا بنقابة عمال الحديد عام 1978، ثم رئيسا لنقابات العمال الصناعيين عام 1980.

كان الفقراء هم همه الأكبر، فاقتحم ملف العدالة الاجتماعية، ومشى إلى هدفه فى ذلك دون تخويف الأغنياء فوفر 60 مليار دولار من الضرائب التصاعدية، تم تخصيصها لصالح تحسين أوضاع 8 ملايين أسرة فقيرة بتوفير 160 دولارا كحد أدنى للدخل، اقتحم «لولا» هذا البرنامج تنفيذا لوعده الانتخابى، وكان شرطه قاطعا لكل من يستفيد منه، وهو أن يواظب أبناؤهم على الدراسة، فالعلم يقضى على الفقر ويعالج المرض.

ترك «دا سيلفا» حكم البرازيل بعد أن أصبحت ثامن اقتصاد عالمى، ويقدر لها أن تقفز على قوة الاقتصاد الألمانى واليابانى حتى عام 2040، وبالرغم من هذا النجاح الذى جعل من بلاده معجزة اقتصادية، إلا أنه رفض نداءات البعض بإجراء تعديل فى الدستور يسمح له بالترشح لفترة رئاسية ثالثة.

كيف لقائد مثل هذا أن يحقق مثل هذا الإنجاز فى ثمانى سنوات فقط؟، كيف له أن يحول بلاده من نموذج فى الفساد والتدهور والديون، إلى بلد أصبح مضرب المثل لكل شعوب الأرض التى تحلم بالتقدم والازدهار؟، والإجابة تبدأ من الإرادة والمصداقية والبرنامج الطموح، لم يخض «سيلفا» الانتخابات ببرنامج وهمى عن النهضة، لم يتحدث عن الفقراء لدغدغة مشاعرهم، ثم يتخلى عنهم فور جلوسه على كرسى السلطة، وضع يديه على منافذ الفساد، وخاض حربا ضدها.

فى النظر إلى مسيرة زعيم مثل «لولا دا سيلفا»، لا يستوقفك فى النهضة التى صنعها لبلاده وقوتها الاقتصادية أنها أصبحت ثامن اقتصاد فى العالم، وإنما هذا الاهتمام بالفقراء الذين هم كلمة السر فى عدالة أى رئيس، فالرئيس الذى يعطى هذا الهدف اهتمامه، يدخل التاريخ من أوسع أبوابه.

هكذا كانت البرازيل مع «لولا دا سيلفا»، فكيف يستفيد منه الدكتور مرسى؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة