تحية واجبة لرجال الأمن الوطنى على جهدهم الكبير فى الإيقاع بالخلية الإرهابية التى استهدفت مصالح حيوية فى القاهرة والإسكندرية، فلأول مرة منذ عامين تقريبا، نشعر أن أجهزة الأمن لدينا قد استعادت جزءا من لياقتها، بأن تصل إلى المجرم قبل أن ينفذ عمليته الإجرامية، خاصة عندما يكون المجرم خلية ذات صلات بأطراف فى تنظيم القاعدة بين أفغانستان والجزائر.
ولأول مرة نشعر منذ قيام ثورة 25 يناير وانكسار الداخلية، أن الأمن المصرى تمرد على استباحة مجالاته من قبل كل مخابرات وأجهزة الأمن فى العالم، وأنه قادر على القيام بواجبه الأساسى وهو إحباط أى عمليات على الأراضى المصرية أو تمس المصالح المصرية.
هذه العملية التى قام بها جهاز الأمن الوطنى المصرى، ترسل مجموعة من الرسائل شديدة الأهمية فى المرحلة الحالية، أولها، أن هناك استعادة واضحة لأجهزة الدولة ومسؤولياتها فى حفظ مصالحها وحماية أراضيها، وهى رسالة تتصل بصورة الدولة وتعاملاتها فى العالم.
والرسالة الثانية، تتعلق بإنذار الأجهزة المعادية وعملائها وخلاياها النشطة والنائمة، أن الأراضى المصرية وخصوصا الأطراف فى سيناء والحدود الليبية والسودانية، وبالطبع العاصمة والمدن الكبرى، لن تكون ملعبا صالحا للقيام بأى نشاط إرهابى.
أما الرسالة الثالثة فهى رسالة تطمين للمستثمرين ورجال الاقتصاد عموما بأن هناك جهازا أمنيا قويا قادرا على فرض الاستقرار وحماية المصالح العليا للبلاد وضرب أى محاولات لزعزعة الأمن، وهى رسالة نحن فى حاجة ماسة لها الآن.
لكن الرسالة الثالثة تكتمل أكثر بالسيطرة على فوضى تهريب وصناعة وتجارة الأسلحة النارية الصغيرة، فخلال العامين الماضيين انتشرت ملايين القطع من الأسلحة النارية بين المواطنين وأصبحت هناك سوق رائجة للسلاح النارى الذى يصل من ليبيا والسودان أو من الأنفاق عبر غزة ليتم توزيعه فى مصر. وارتبطت عملية تهريب وتصنيع الأسلحة النارية بقصد الترويج، بموضة اقتناء الأسلحة واستعراض العضلات فى المشاجرات والأفراح وغيرها من المناسبات والمواقف، وهو ما يقتضى من الداخلية جهدا أكبر فى مواجهة الظاهرة كما يقتضى من الإعلام والفن جهدا مماثلا فى تقديم نماذج المقاومة.. والله أعلم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة