ناجح إبراهيم

الإسلام الذى نريده

الثلاثاء، 14 مايو 2013 07:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خطر فجأة على ذهنى وأنا أستعد لكتابة هذا المقال أن أكتب عن صفات الإسلامى الحق الذى نريده ونعتز به ونفخر به.. وتتقدم به الأوطان.. وتهتدى الخلائق على يديه.. حيث تطيب الكتابة عن معانى الإسلام السامية فى وقت اختلط فيه الحابل بالنابل.. والغث بالثمين.. والغالى بالرخيص.. ومعادن الذهب بـ«الفالصو».. فوجب علينا أن نبحث عن صفات الإسلامى الحق.. وهو عنوان مقالاتى القادمة.
فحرىٌّ بمن ذاق طعم الظلم أن يدرك قيمة العدل.
الإسلامى الحق هو الذى يوازن بين الدنيا والدين.. فلا يهرب من الدنيا ومسؤولياتها هروب أهل الصوامع.. ولا يتكالب عليها تكالب أهل الشح والغفلة فلا يقول قولة عبّاد الدنيا: «رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِى الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ».
ولكنه يقول قول العاملين الصالحين المتواضعين: «رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ».. فيأخذ من دنياه لآخرته، ويتزود من دينه لإصلاح دنياه.. ويعتبر الدنيا ممرًا لا مستقرًا.
الإسلامى الحق هو الذى يعلم أن لدينه عليه حقاً.. ولوطنه عليه حقاً.. ولأسرته وجيرانه وأقاربه وبدنه عليه حقاً.. فيعطى كل ذى حق حقه.. غير جانح إلى الإفراط، ولا مائل إلى التفريط.
الإسلامى الحق هو الذى يفرق بين الأصول والفروع، والغايات والوسائل، والثوابت والمتغيرات، فيكون فى الأولى فى صلابة الحديد لا يقبل المساومة فيها أو التخلى عنها.. وفى الثانية فى مثل ليونة الحرير فيقبل فيها الخلاف فى الرأى والتغير فى الحكم والتبدل فى التوجه، حسبما تقتضيه أحوال المجتمعات وتغير البيئات وتبدل الزمان والمكان، ويترك رأيه لآراء الآخرين فى سعادة وسرور.
الإسلامى الحق هو الذى يثبت على ثوابت الإسلام، ويتغير مع متغيراته.
الإسلامى الحق هو الذى لا تلهيه المسائل الفرعية عن القضايا المصيرية.. ولا ينشغل بالجزئيات عن الكليات.. ولا يسأل عن حكم دم البعوضة ودم الحسين يراق فى فلسطين وأفغانستان والعراق وسوريا وفى كل مكان.
الإسلامى الحق هو الذى يجمع بين فهم السلف الصالح فى العقائد وبين معايشة الواقع بآماله وآلامه، مستلهما كل الوسائل الحضارية للأمم الأخرى ما دامت لا تصطدم مع ثوابت الإسلام.
الإسلامى الحق هو الذى يدرك أن الفرق بين الاعتداد بالإيمان والاستعلاء المحمود به وبين العلو بالذات المذموم شعرة، لا يدركها إلا أصحاب القلوب السليمة والفطر المستقيمة والنفوس المرتبطة بالله سبحانه.
الإسلامى الحق هو الذى لا يفرط فى قديم نافع، ولا يضجر أو يكره الجديد الصالح لمجرد أنه جاء من غيره.
الإسلامى الحق هو الذى يدرك أن الإسلام دين ديناميكى يتفاعل مع الآخرين ويتعايش معهم.. يأخذ النافع من دنيا الآخرين، ويعطيهم النافع من الدين والدنيا.
الإسلامى الحق هو من يستخدم آلية النقد الذاتى التى ذكرها القرآن قبل 15 قرناً من الزمان وسماها النفس اللوامة وأقسم بها «وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ» لتطوير أدائه وتصحيح عيوبه ونقد أفكاره البشرية وتحسين أدواته.
أما من لا يقبل النقد الذاتى البنّاء المهذب فلا يدرك شيئاً عن أهمية النفس اللوامة التى أقسم بها القرآن وربطها بيوم القيامة، وكأنه لا ينجو يوم القيامة إلا من كان مصاحباً للنفس اللوامة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة