> نموذجان للاحتراف الذى نتمناه لمدربين كثر والموجود بالفعل فى نماذج عدة من أبناء المهنة المصريين، لكنه ليس عادة متأصلة، إنما يمكن أن نقول: «فريضة غائبة»!
ليسمح لى الصديق العزيز.. كابتن مختار مختار صاحب الخبرة والتاريخ أنى بدأت باسم زميله صديقى أيضاً محمد يوسف رغم أنه من الجيل الثالث لمختار مختار.
الفارق يا أبوالكباتن أن يوسف أو «جو» كما يناديه أصدقاؤه تولى تدريب أو القيادة الفنية للأهلى فى ظروف غاية فى الصعوبة جعلت أقرب المقربين، بل ربما بعض الحاقدين يشعرون أن المهمة شاقة تكاد تكون مستحيلة!
جو أيضاً يعمل بجد، ولعل لقطة اتفقنا عليها أنا والزميل هيثم عندما أحرز حرس الحدود الذى يدربه غول التدريب حلمى طولان هدف التعادل عبر مهاجمه شريف أشرف فى الدقيقة «88» كانت فاصلة.. فلماذا؟!
قام «جو» فجأة وعقب الهدف ليصفق بكلتا يديه للفريق الأحمر وينادى نجومه: ياللا يا رجالة هانكسب، ياللا.. ياللا.. وإذا بالنجوم الحمر يؤكدون نظرة مدربهم ويحرزون هدف الفوز مستخدمين كل رصيدهم من الخبرات من أجل عيون «جو».
المدير الفنى للأحمر، لم يخرج بعدها سعيداً، وعيناه مغرورقتين بالدموع ليؤكد أن السماء والنجوم أنصفاه، لأنه رضى بالمهمة الشاقة بدون محاذير.
العكس الاحترافى حدث، لأن يوسف يعرف جيداً أنها فرصة، وأن اسمه وضع فى قائمة المدراء الفنيين للأهلى كمحترفين طبعاً يعنى مش مجانى ولا حاجة!
أما الكبير كروياً مختار الذى اعتاد أن يغامر احترافياً بتولى مهمات جسيمة فى الأوقات الصعبة جداً، دون ضجيج، ولا كلام، بل حقق المعادلة المعتادة من المحترفين وهى العمل أولاً.. ليس لأنه فاز على الزمالك، ولا لأن بتروجيت شارك الإسماعيلى مباراتيهما وكأن الفريقين لا يختلفان فى شىء.. يعنى ببساطة قدم كرة شجاعة محترمة، أما النتائج فهى قاعدة خارج التوقع، لا نحاسب عليها!!
الكابتن مختار.. وضعناك فى نفس السطر مع الشقيق الأصغر يوسف «جو»، حتى نقدم نماذج متعاقبة من المحترفين المحترمين، ونشير إلى أن فى الطريق قادمين جددا.. يسيرون على نفس الخط دون تهويل، القائمة كبيرة فيها شوقى غريب وصدقى وطلعت يوسف، واعذرونى لأننى ربما أنسى البعض.
> الكبار.. يظلون كباراً.. فلم نجد أنشيلوتى يبكى خروج باريس سان جيرمان.. ولم نلمح غضاضة فى عيون مانشينى و«الستيزن» الإنجليزى يخسر كأس إنجلترا أمام «ويجان» الذى يصارع من أجل البقاء، ولم ينتفض رئيس «البارسا» فى مرثية على خسارة فريقه لـ«الشامبيونز ليج» الأوروبى، وقدم مورينيو أو «السبشيل وان» تهنئة قال إنها مستحقة لبرشلونة على الفوز بـ«الليجا» رغم أنه رجل الريال المغوار!!
عفواً هؤلاء هم الكبار.. يا رب تنتقل هذه الأخلاق إلى الأراضى المصرية قريباً.. قولوا آمين إن شاء الله.