فى حكايات السرقة بالخطف وشيوعها فى «عز النهار»، أحكى ما تعرضت له أمس الأول الساعة التاسعة والنصف صباحا. وهى قصة أرويها حتى لا يلدغ غيرى بها مرة أخرى، لأنها تبدو طريقة جديدة من اللصوص تعتمد على الخفة والحركة، وإشغال الهدف المقصود، كى تتم العملية بنجاح وفى لمح البصر.
كنت فى طريقى من محل إقامتى، طوخ، قليوبية، لحضور اجتماع المجلس الأعلى للصحافة فى وكالة أنباء الشرق الأوسط، والذى كان مخصصا لعرض تقرير الأداء المهنى للصحافة المصرية، ومع معاناة طريق مصر إسكندرية الزراعى وصلت إلى ميدان المؤسسة بشبرا الخيمة، وفى المسافة بين الميدان ومستشفى النيل للتأمين الصحى المجاور لمبنى مجلس المدينة، وقسم أول شبرا، توقف قريبى السائق لإصلاح العجلة الخلفية. وقفت بجواره، وبينما يهم بالانتهاء من مهمته، توقف «موتوسيكل» خلف السيارة بنحو ثلاثة أمتار يقوده رجل، يبدو أنه فى الأربعينيات من العمر، ونزل شاب كان يركب خلفه، وسار بجوار السيارة، ليسألنى الرجل: «يا باشا.. هى فين مستشفى النيل؟»، أشرت له إلى مكانه الذى لا يبتعد عن مكان وقوفنا سوى أمتار قليلة، كانت طريقة نطقه الثقيلة تعطى إيحاء بأنه مريض، ولأنى لست خبيرا بالذين يتعاطون «البرشام» لم أعرف أن ثقل نطق اللص لأنه «مبرشم». كرر السؤال، فأعدت عليه الإجابة بالإشارة، وعرضت عليه المساعدة ظنا منى أنه مريض، لكن مخططه كان إشغالى بالتركيز معه، ومع انشغال السائق تخلو المهمة لمساعده الشاب لتنفيذ مخططهما. وبعد انتهاء محادثتى معه، قاد الموتوسيكل كأنه فى اتجاه المستشفى ثم ركب معه الشاب، ولكن لم أربط وقائع ما حدث مع بعضه.
انتهى السائق من مهمة تركيب العجلة، وبينما يهمّ بالسير لاحظ أن الباب الخلفى مفتوح، فأدار نفسه لإغلاقه، فلاحظ عدم وجود حقيبتى الموجود فيها جهاز «لاب توب» خاص بعملى، ومحفظتى وبها بطاقتى وكارنيه النقابة وكروت فيزا، وكروت شخصية، وأوراق شخصية، فربط على الفور بين ما حدث مع قائد الموتوسيكل، ومساعده الذى مشى بجوار السيارة وفتح الباب بخفة عجيبة ودون ملاحظة منى، وكانت الحصيلة سرقة الحقيبة.
تخطى اللص إشارة المرور، وفشلنا فى تتبعه لغلق الإشارة، فتوجهت إلى قسم شبرا أول لتحرير محضر بالواقعة، واهتم طاقم القسم بقيادة المأمور بالأمر، وداعبنى نائب المأمور متسائلا: هل خبّط أحد على زجاج السيارة وقال لك حاسب العجلة مهوية؟، هل رمى أحد نفسه أمام السيارة للتوقف وتنشغل معه، وينفذ آخر السرقة؟، حكيت ماحدث، فعلق: «دى طريقة جديدة»، وهى كذلك بالفعل حيث اكتشفنا فيما بعد أن العجلة تم ضربها بمطواة فى الإشارة وتتبعنا اللصين لاستكمال المهمة.
أحضروا لى صور المسجلين ربما أتعرف على أحدهم، وطمأننى المأمور بأنهم سيبذلون كل الجهد، وانصرفت، وفى نحو الساعة الثالثة اتصلت بى الدكتورة فوزية، طبيبة مشروع العلاج بالنقابة، لتخبرنى أن هناك شخصا اتصل بها لوجود رقم تليفون خاص بالمشروع على الكروت الخاصة به، ليقول لها إن حقيبة باسمى موجودة على الطريق الدائرى عند منزل القناطر، فأبلغت القسم وذهبوا لإحضار الحقيبة، وكانت حصيلة السرقة كل الفيزات ومعها المحفظة، وجهاز اللاب وعليه كل أعمالى الصحفية، وأهمها محتويات ثلاثة كتب كنت أوشكت على الانتهاء منها، ولله الحمد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
المبرمج
كان لأبد أن تعمل نسخ إحتياطية لمحتويات اللاب توب خاصة الثلاث كتب والأعمال الصحفية
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
منهم لله .. أصحاب الهلوسة الثورية المستمرة .. ضاع الأمن ..
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن ناصر
حمدا لله على سلامتك .. كله يتعوض إن شاء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
95% من سائقى الموتوسيكلات مجرميين وبلطجيه وخريجى سجون -انتبه لاى موتوسيكل يقترب
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
ليست الشنط فقط التى تسرق
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو العربى
تمرد وتجرد
عدد الردود 0
بواسطة:
مشاكس
ثورة الشك .. و .. الشك فى الثورة .. الشورى والدستورية .. صراع مستمر
عدد الردود 0
بواسطة:
مروان
4 - وضحايا النت .. وباعة الوهم .. الشعب المسكين دائما هو الضحية
عدد الردود 0
بواسطة:
!!المصرى الحر !!!
!! فما بالك من سرقة مصر كلها !! افلا تحزن على حزن الاحرار على مصر !!
عدد الردود 0
بواسطة:
الباشا مهران
9 - هناك من يسرق الكحل من العيون .. يا شيماء