محمد الدسوقى رشدى

فى التمرد شجاعة.. وفى التجرد خلاعة

الخميس، 16 مايو 2013 10:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1 - تمرد.. لأن فى التمرد كثيرا من الرجولة
الكل الآن يريد أن ينجو من احتمالية خسارة شىء ما، ولهذا يحصّن نفسه بوهم اسمه «التوازن»، والتوازن فى عرف الخائفين من الخسارة يعنى صناعة خلطة نقدية تتضمن قليلا من الإدانة لجبهة الإنقاذ – إن كان معارضا - مع كثير من الإدانة للسلطة ومؤسسة الرئاسة وفيضان من الاتهامات إلى وزارة الداخلية وجهازها القمعى، أما إن كان الباحث عن التوازن من أهل السلطة فلابد أن يتلاعب بمقادير خلطة التوازن بحيث تصبح كثيرا من الإدانة لجبهة الإنقاذ، ومسحة إدانة خفيفة ورقيقة لمؤسسة الرئاسة، وبعضا من الاتهامات لوزارة الداخلية، وفيضانا من الحديث عن مؤامرات بقايا النظام القديم والأيادى الخارجية على المشروع الإسلامى الذى لم نر له ملامح حتى الآن.

يفعل أهل «التوازن» ذلك ظنا منهم أن فى ذلك منجى من خسارة تعاطف طرف ما أو تأييد جهة بعينها، ولكنهم دوما يغفلون عن أن هناك طرفا واحدا من بين كل هذه الأطراف هو الذى يملك سلطة اتخاذ قرار نافذ، وسلطة اتخاذ القرار القابل للتحقق تمنح صاحبها القدرة دون الباقين على إدارة الأزمة والتحكم فيها وفى حالتنا المصرية الإخوان ورئيسهم محمد مرسى هم أصحاب هذا القرار وهذه السلطة وبالتالى يبقى أى خطأ معلق فى رقابهم، لأن امتلاك طرف دون الباقين سلطة اتخاذ القرار والقدرة على تنفيذه عبر أجهزة الدولة التى يحكمها يشبه فى جوهره امتلاك «ولد الكوتشينة» الذى يملك وحده دون الباقين القدرة على أن يقش ويتحكم فى اللعبة.

ملخص الأمر يا سيدى أن «التوازن» والاتجاه نحو تحميل كل الأطراف المسؤولية بنسب متساوية، أمر ربما يكون مقبولا حينما نتحدث عن أطراف تتساوى قوتها وقدرتها فى التنفيذ وتحريك مؤسسات الدولة للتعامل مع الأزمة وإدارتها، ولكن الوضع المصرى مختلف تماما، لأن هناك طرفا «الدكتور محمد مرسى» هو الرئيس الذى يملك كل السلطات التى تمكنه من تحريك أجهزة الدولة، بالإضافة إلى امتلاكه القدرة على الاستعانة بجماعة الإخوان المسلمين الأكثر تنظيما على الأرض، وكون الرئيس فاشلا أو لا يجيد استخدام الأدوات التى بين يديها لاحتواء الأوضاع ولم الشمل، فذلك لا يعنى أبدا تحميل فشله وعدم قدرته على احتواء الأزمات قبل تفشيها إلى آخرين حتى لو كانوا خصوما.

2 - تمرد.. فإن فى بعض التمرد صحة وطهارة
يشعر الإخوان بالرعب من حركة تمرد، من الفكرة ذاتها.. فكرة أن بعضا من الشباب بلا مال ولا تنظيم ولا دعم نجحوا فى خلال أسبوع واحد أن يرفعوا مستوى الرفض الشعبى للإخوان إلى تخطى حاجز «الخضة» الذى دفع الإخوان إلى التشكيك فى الشباب وإرهابهم واتهامهم بالكفر والعمالة.

تمرد مع المتمردين لأن التمرد الذى يجوب الشوارع سلاح يدافع عن الحق، واستمارة تكشف عرى نظام أكثر كذبا وقمعا وعهرا من أسلافه، تمرد ولا تسمح لنظام محمد مرسى أن يلجأ إلى الحكمة التى كان ينطق بها نظام مبارك فى وجه كل صاحب حاجة أو أى مشكلة: «مش وقته.. البلد مش مستحملة».

نفس الحكمة مع تعديلات بسيطة تشمل اتهامات بتعطيل المصالح، وعدم إتاحة الفرصة للرئيس الجديد، يستخدمها البعض ضد العمال والموظفين والمدرسين الذين خرجوا للتظاهر، رافعين مطالب فئوية، دون أن يدرك أحد أن الأزمة لدى أغلب هذه الفئات أصبحت كامنة فى الطريقة التى تتعامل بها الدولة معهم، وليس فى تنفيذ المطالب أو عدمه.

حالة الإرهاب التى تمارسها بعض وسائل الإعلام، ومن خلفها الحكومة وأبناء الحزب الحاكم ضد فئات شباب حملة تمرد وضد الشعب التى تبحث عن حقوقها بالتظاهر أو الاعتصام، لا تتوافق أبدا مع الحالة الثورية التى تعيشها مصر، أو مع عصر الديمقراطية وحرية التعبير الذى نسعى جميعا للدخول من بابه. ولا أعرف كيف يتكلم المتحدثون باسم الحرية والعدالة، والسادة الكارهون للاعتصامات والاحتجاجات والمظاهرات عن حرية الرأى والتعبير، والسير نحو الديمقراطية، وهم يقمعون ويرفضون أهم وسائل حرية التعبير وأكثرها سلمية ويصيبهم الرعب والخوف والجبن من حركة شابة لا تطلب من الناس سوى تمردا على الظلم.. وكان الإخوان فيما مضى قبل أن تكسر السلطة عيونهم وتلوث أخلاقهم يعلمون الناس أن التمرد على الظلم شجاعة وعبادة!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة