حنان شومان

الهروب بطولة محمد مرسى وإخراج مجهول

الجمعة، 17 مايو 2013 01:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صار الوطن كارهاً للأفلام، عاشقاً للمسلسلات التركية والمكسيكية، ذاك أن أحداث الفيلم تبدأ وتنتهى فى وقت محدد أما أحداث المسلسلات وخاصة التركية أو المكسيكية تبدأ ولكنها تستمر وتستمر وتكاد لا تنتهى أبداً، وحتى حين نظن أنها قاربت على النهاية نكتشف أن أحداثها تتجدد وكأن النهاية لن تأتى أبداً.. هكذا هى أحداث الوطن مسلسلات تركى ومكسيكى...أم المصرى!!
المسلسل الأول: الهروب
ولعل أهم مسلسل يعيش معه المصريون ومازالوا هو مسلسل الهروب من سجن وادى النطرون والذى يضطلع ببطولته مرسى وبعض من عشيرته وإن كنا لا نعرف البطولة فيه لمن إلا أن مهمة إخراج هذا المسلسل حوله كثير من اللغط ما بين اتهام لحماس وكتائب عز الدين القسام وما بين آخرين، وإن كانت المحكمة تحقق فيه إلا أن غياب بعض الشهود عن عمد أو عن موت غيبهم قد يؤخر كلمة القضاء، وما يسترعى انتباهى فى هذا المسلسل ويجعلنى فارغة فاهى كما غيرى من المصريين ليس ما يحدث فى المحكمة فذاك هو شأن القضاء ولكن أقف مشدوهة أمام استهبال مؤسسات حكم ورئاسة معلق فى رقبتها تهمة تجسس وهروب وترويع مصر بمساعدة عناصر أجنبية إرهابية، وهو ما يستوجب عقابا رادعا، وأقول تهمة لأنها لم تُقَر نهائيا بعد، ولكنها وإن كانت تهمة إلا أنها تهمة تهز عروشاً وممالك وكفيلة فى دول العالم المتمدين باستقالة جماعية لهيئة حكم، ولكن فقط فى جمهوريات الموز يمكن أن تسير الأمور على غرار ما تسير عليه فى مصر، أو كما تسير عليه المسلسلات التركية والمكسيكية.
حالة من الاستهبال تصيب مؤسسة الرئاسة حول هذه التهمة والقضية، لا بيان رسمى ولا غير رسمى ولا رد ولا صد.. وكل ما نتعرض له كمصريين فقط هو أحداث تروى على ألسنة شهود ومتابعة للقضية فى المحكمة وحديث هنا أو هناك بالتأكيد وعلى استحياء بالنفى حتى حين تم نشر حوار لأحمد رامى المتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة رفيق سجن مرسى وعشيرته فى محاولة لنفى التهمة عن حماس كان ما قاله للحق يدخل فى إطار التلفيق بل إن كثيرا مما قاله بعيد عن التهمة ذاتها ونفيها يدين الإخوان وعشيرتهم، ويؤكد دون أن يدرى أن الإخوان ليسوا أصحاب مبادرة لا فى الثورة ولا غيرها فيكفى أن تقرأ ما قاله أنهم كان لديهم تعليمات بأن الإخوان لا ينزلون فى أى فعاليات إلا لو كل واحد اصطحب اثنين من غير الإخوان، يعنى ببساطة هم لا يحاربون معركة وحدهم!!!
ثم يأتى الحديث عن التمويل الذى كان مطلوبا للإعاشة وكيف أنهم كانوا يوجهون رجالهم لأخذ نقود من فلان وفلان... واختصاراً فكل ما نطق به الرجل وهو يقصد البراءة كان إدانة.... يعنى حتى حين قرروا الكلام ياليتهم صمتوا فقد جعلونا نسترجع ذاكرتنا لتلك الأيام التى ليست ببعيدة ونسأل هل تم استخدامنا واستخدام ثورة شباب لمؤامرة خاصة بهم؟ والمسلسل مازال مستمراً.
المسلسل الثانى: الزحف المقدس الإسلامى
خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود.. على القدس رايحين شهداء بالملايين.. ألا تكبرون.. بالتأكيد لا ولم ينس المصريون هذه النداءات التى كانت ومازالت تتكرر، وبالتأكيد لن ينسى مصرى النكبة الفلسطينية التى نحيى ذكراها فى هذه الأيام، وبالتأكيد أيضاً أن هذه النكبة هو أطول مسلسل يعيشه العرب لا تقولى تركى ولا مكسيكى.. وكانت دائماً أحداث وأحزان النكبة عربية قومية إنسانية حتى لو اتخذت منحى أحياناً دينياً باعتبار أن فلسطين، وخاصة القدس هى أولى القبلتين للمسلمين ولكنها نكبة فى الأصل أقولها ثانية عربية وإنسانية لأنها كما هى نكبة للمسلمين المحرومين من قبلتهم هى أيضاً نكبة لمسيحيى الشرق الذين تحرمهم إسرائيل أو تحرمهم دولهم وإحساسهم باحتلال الأرض من القيام بواحدة من شعائرهم الدينية وهو الحج أو ما يطلق عليه التقديس، فالمُقَدسْ فى المسيحية هو الحاج.
عند المسلمين، إذاً قضية فلسطين، ونكبتها كما حرمت مسلمى الشرق من قبلتهم حرمت مسيحيى الشرق أيضاً من حجهم، وكما يعانى المسلمون فى القدس وفلسطين يعانى المسيحيون أيضاً، ولكننا نتناسى ويستهبل كل الذين يتحدثون باسم جيش محمد ومحمد نفسه ودينه، يستهبلون ويرددون خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود، أو كما صرح الشيخ محمد حجازى رئيس الحزب الإسلامى فى مظاهرة منذ أيام قائلاً «نحن نبدأ الطريق من هنا «خللى بالك هنا يقصد بها ميدان لبنان فى المهندسين حيث كان يقف» لزعزعة الدولة الإسرائيلية لأن الدولة الفلسطينية إسلامية ويجب تحريرها ويجب أن يتبنى كل مسلم هذه القضية». انتهى كلام الشيخ فى نفس إطار المسلسل الخايب الذى نعيش فيه مع الجماعات الإسلامية قاصرة العقل والتى لا تفعل شيئا غير ترديد الشعارات، فها هم بعض منهم يحكم مصر الآن والحدود فى أيديهم ورغم هذا فما زال أقصى أعمالهم نداء ومظاهرة يصرخون فيها على القدس رايحين شهداء بالملايين. فلسطين ومقدساتها مهمة لدى المسلم كما المسيحيين، ولكنها مسلسل سخيف فى يد المتأسلمين سأمناه ولم نعد نصدقه إلا لو ودعنا الشيخ حجازى وأمثاله على أبواب رفح متجهين لفلسطين لتحريرها أو الاستشهاد كما يزعمون. وعود على بدء المسلسلات التى نحياها كثيرة وأكثر من احتمالنا، فالرجاء الرجاء كفاية مسلسلات وشوية أفلام لها بداية ونهاية ومحدودة الزمن لأن كده أوفر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة