محمد الدسوقى رشدى

إيه اللى حصلك يا «أبوالعلا»؟!!

الخميس، 02 مايو 2013 10:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آسف جدا ياعزيزى.. مضطر إلى تكرار بعض الكلمات القديمة، والتكرار هنا لا علاقة له بالكسل ولا الملل، ولكنه مرتبط بحالة المهندس أبوالعلا ماضى الذى أصابه مؤخرا خلل ما، وأصبح فى حالة مثل حالة «بشير التابعى». بعد أن طاف به «خالد بيبو» أرض استاد القاهرة على ركبتيه فى مبارة «6-1» الشهيرة..

أنا أعرف طبعا أن الظروف المرتبكة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بسبب «قلة حيلة» السلطة وحلفائها، نشرت الاكتئاب، وسمحت للأمراض النفسية بالتوطن فى نفوس وأرواح الكثير من عقلاء مصر، أو من كنا نظنهم عقلاء، وكشفت لنا مراحل «الفرز» التى انطلقت بعد ثورة 25 يناير، أننا كنا حالمين بدرجة دفعتنا للاعتقاد بأن كل رجل وقف ضد مبارك معارضا، هو بالضرورة عاقل ومتزن..

أنا أعرف كل ماسبق، ومع ذلك لم أتخيل أبدا أن أسمع من رجل مثل المهندس أبوالعلا ماضى تصريحا قال فيه أن الإعلاميين لم يتعلموا الشجاعة إلا بعد الثورة، أو كما قال بالنص فى مؤتمر حزب الوسط بالغربية قبل 24 ساعة من الآن: «الإعلام الذى جبن وكان يرتعد فى عهد النظام السابق، هو من يدعى الشجاعة الآن».

طبعا لن أدخل إلى مضمار المزايدة مع أبوالعلا ماضى، أنا لست مثله، أنا أقدر دوره السياسى ومشقته فى الدفاع عن حزبه «الوسط» ضد طغيان مبارك وظلمه، ولكن أنا فقط أذكره وأتذكر معه، أنه لولا الإعلام والصحفيين الذين يتهمهم بالجبن والخوف من مبارك الآن، لما كان أحد من أهل مصر المحروسة سمع عن حزب الوسط وأهله، الإعلام الذى تتهمه بالجبن كان يمتلك شجاعة الدفاع عنك وعن حزبك ونشر مؤتمراتك المنعقدة وقتها فى فنادق وقاعات، لا تسع سوى العشرات من نجوم المجتمع والصحفيين.

الإعلام الذى تتهمه بتصنع الشجاعة الآن، كان أهله فى صحف الدستور والعربى وصوت الأمة والأهالى وغيرها من المواقع والمنتديات، يهتفون بسقوط مبارك جهارا نهارا، فى الوقت الذى كان فيه رئيسك محمد مرسى الذى تسير فى ظله معارضا لينا، وطريا على طريقة رفعت السعيد مع نظام مبارك، يقول على زكريا عزمى، وأحمد عز وعلى الدين هلال، أنهم رموز وطنية يجب إخلاء الدوائر الانتخابية لهم.

الإعلام الذى تتهمه بالجبن والخوف من نظام مبارك، كان ينشر فى الدستور – وأنا شاهد عيان على ذلك بحكم المشاركة فى التجربة - تقارير ومواد صحفية، كنتم جميعا ومعك أهل الإخوان الذين يتصنعون الشجاعة الآن «أجبن» من أن تقرأوها، الإعلام الذى تتهمه بتصنع الشجاعة يابشمهندس أبوالعلا، هو الذى دفع بناته الصحفيات ثمن معارضة تعديلات مبارك الدستورية سحلا وضربا على سلالم نقابة الصحفيين، بينما كان مرشد الإخوان الذى لا تطوله كلماتك الجارحة، أو نقدك، يقول بأن جمال مبارك من حقه الترشح للرئاسة، ومبارك نفسه والد لكل المصريين.

إيه اللى حصلك يابشمهندس أبوالعلا !!، مالك وقد أصبحت نموذجا فى عصر مرسى يشبه إلى حد كبير الحاج أحمد الصباحى رئيس حزب الأمة الراحل، وناجى الشهابى والفضالى وباقى «شلة» المعارضة الورقية، و«الحنينة» التى كانت تخوض معارك مبارك، وتمثل أنها تعارضه، بينما هى فى الأساس تدق مزيدا من المسامير لتثبيت عرشه فوق جثث الحق والناس..

عزيزى القارئ.. احمل غربالك واستمر فى عملية «الفرز»، وسيتساقط من بين شبكته العديد من البذور غير الصالحة، أو تلك التى خدعتك النظرة الأولى إليها، استمر فى عملية «الفرز» حتى نستطيع أن نبنى المستقبل على نظافة، بعيدا عن هؤلاء الذين تصيبهم «السلطة» وحلاوة الاقتراب منها بـ«الدوخة»، والإضطراب النفسى، وإياك عزيزى المصرى المطحون بما تكتشف من حقائق نجوم مجتمع، كنت تظنهم يتحركون دفاعا عن الحق لاعن مصالحهم، أن تسقط فى فخ التصور القائل بأن انتشار «الترامادول» فى مصر، يترك تأثيره على الفقراء والبسطاء وسكان العشوائيات فقط..

الترامادول عند هؤلاء وسيلة للهروب من قسوة الدنيا، وأحيانا درع للحماية من الضرب والتعذيب لحظة السقوط فى يد الشرطة، وفى بعض الأوقات مجرد مقوٍ جنسى يعتقدون أنه يمنحهم القدرة على تمديد زمن المتعة، وكثيراً هو محفز عام، لتغييب العقل والضمير وقت ارتكاب أعمال البلطجة والسطو.. هذا هو ملخص تأثير الترامادول وباقى أنواع المخدرات الشعبية على سكان العشوائيات وأطفال الشوارع وبلطجية الحوارى، ومقارنة تصريحات أهل السياسة والسلطة فى مصر بالأفعال السابق ذكرها والتى تتم تحت تأثير الترامادول السياسى، سيدفعك لاكتشاف مذهل بخصوص انتشار وتوغل وتمدد وتوسع تأثير الترامادول وسيطرته على رموز العمل السياسى والسلطة فى مصر..

أرجوك - قبل أن تهاجم وجهة نظرى القائلة بأن المنتج السياسى لأهل السلطة، ومن يسير فى ذيلها بكل ما يشمله من قرارات وتصريحات وخطط وأفكار، هو وليد «تأثيرات ترامادولية» - توقف وأعد دراسة حصاد أهل السلطة، والقيادات السياسية ومن والاها خلال الفترة السابقة، لتتأكد بنفسك أن الطرح السابق تعبير، وإقرار لواقع قائم بالفعل، لأن علوم السياسة والاجتماع وكل المناهج البحثية ستفشل فى إيجاد سبب واحد منطقى، يفسر لك هذه التصريحات المجنونة التى يطلقها جميع نجوم المرحلة الانتقالية، وتحديدا نجوم التبرير، وسدنة النظام من خارج إطار الجماعة!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة