كان لاندلاع ثورات الربيع العربى - كما لقبوها بالغرب - أثر سيئ فى نفسى، حيث إننى استشعرت أن الصدفة وحدها لا يمكن أن تجعل سيناريو بحذافيره يتكرر بأكثر من دولة، بل وفى نفس التوقيت وبنفس الشعارات بهذه الصورة، ومن السذاجة أيضاً أن أتهم ملايين من شعوب خمس دول بالتآمر مع أجهزة الاستخبارات بالولايات المتحدة الأمريكية، حتى لا أُتهم بأننى ظالم وكاذب وخائن وعميل وفلول إلخ. فالمسألة من وجهة نظرى وبوضوح شديد أن التنظيم الخاص بكل ثورة جاء من نفس المصدر، بمعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية بأجهزتها الاستخبارية المبتكرة استطاعت وبعناية فائقة أن تختار عناصر تتمتع بمزايا معينة وبمهارات خاصة لديها القدرة على تحريك الشارع بعد شرارة ما، مصحوبة بشحن مختار بعناية عبر الوسائل الإلكترونية المختلفة من فيس بوك وتويتر وخلافه «التى هى أمريكية الصنع أيضاً» مع استغلال نقاط ضعف واضحة لدى الأنظمة الحاكمة. وبالطبع فإن الولايات المتحدة الأمريكية لما لديها من خبرة واسعة فى هذه المجالات، فإنها قد وضعت كل الاحتمالات التى قد تواجه هذا المخطط، وقد تؤدى إلى فشله، وأعتقد أن هناك جهات أخرى بالداخل قد تم استغلالها لإتمام المهمة بعيداً عن الجهة الأولى، بل وبدون علمها حتى لا يتم خلط الحابل بالنابل، مما قد يؤثر على المخطط بوجه عام. السؤال الذى يطرح نفسه الآن: من أين قد أتيت بهذا التحليل الفذ؟! وما هى أسانيدى وأدلتى التى ساقتنى إلى التفكير بروح المؤامرة؟!
أعتقد أن هذا حق أصيل من حقوق القارئ الكريم سواء كان يؤيدنى الرأى أو يختلف معه جذرياً، ففى الحالتين يجب أن أكشف ولو عن جزء من قناعتى وما يؤيدها من منطق فإلى هناك. فى عام 2003 بالولايات المتحدة الأمريكية وبأحد الندوات حول العراق والحرب على الإرهاب والتى كان جيمس وولسى رئيس المخابرات الأمريكية الأسبق المتحدث الرئيسى بها، تطرق الحوار إلى الأنظمة العربية وتحديداً عن نظام الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وعن النظام السعودى، وقد قال وولسى من خلال الفيديو المتاح حالياً على اليوتيوب، والبالغ من الزمن حوالى دقيقتين ما يلى: المشكلة ليست فى الإسلام وإنما فى الطغيان ولو نجحنا فى إقناع المسلمين اللائقين أو الأشخاص اللائقين بمن فيهم النساء الواقعات تحت وطأة العبودية فى هذه الدول، بأننا واقفون فى صفهم وأننا قادرون على الانتصار مثلما فعلنا فى الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، عندما نفعل ذلك سنجعل الشعب يفقد اتزانه وكذا العائلة المالكة فى السعودية وأيضاً نظام مبارك بمصر.. وإذا نجحنا فى تحرير العراق ثم نجحنا فى جذب الانتباه ناحية سوريا وليبيا وباقى الدول المغلوبة على أمرها وبعدها نبذل ضغوطاً من أجل مساعدتهم على التغيير، وقتئذ سيأتى النظامان السعودى والمصرى ليفصحا عن عدم اتزانهما ووقتئذ سنقول لهما حسناً!! هذا هو عين ما نريد فنحن نريدكم أن تدركوا الآن وللمرة الرابعة على مدار مائة عام متصلة أن هذا البلد - يعنى أمريكا - وحلفاءه الديمقراطيين على الدرب نسير وسوف نفوز «وكررها» لأننا نقف إلى جانب هؤلاء الذين تخشى هذه الأنظمة، شعوبهم وشكراً. هذا هو نص ما قاله رئيس المخابرات الأمريكية الأسبق جيمس وولسى عام 2003!! وهذا هو الرابط لمن يريد المشاهدة:-
http://www.youtube.com/watch?v=3-q9garQoYQ
لقد شاهدت هذا الفيديو وربطت بينه وبين ما قيل عن تلقيهم تدريبات بإشعال نيران الثورة وتلقيهم التبرعات من خلال منظمات المجتمع المدنى، فيما لم تزل تشهده ساحات المحاكم حتى تاريخه وتذكرت موقعة الجمل ومذبحة بورسعيد والطرف الثالث بمحمد محمود والعباسية وماسبيرو!! وتذكرت يسقط حكم العسكر ومحاولات الوقيعة المستمرة بين الجيش والشعب ولولا ضبط نفس الجيش لاحترق الوطن.. وتذكرت الانقسام الذى حدث فى صفوفنا.. تذكرت مخطط كونداليزا رايس الذى أفصحت عنه بوقاحة بشأن الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة، وتذكرت المتحدث الرسمى للبيت الأبيض وهو يقول الآن يعنى الآن..!! تذكرت خروج اللواء عمر سليمان من سباق الرئاسة بسبب 33 توكيلا، ثم موته المفاجئ بأمريكا!! تذكرت ما تعرض له الفريق شفيق من حملة تشويه وتخوين، وتذكرت اقتحام السجون وتهريب المساجين الشىء الذى لا نعلم حقيقته إلى الآن، ولا يزال ينظر بالنيابة، وتذكرت حرق الأقسام والحزب الوطنى فى وقت واحد، وتذكرت إقالة النائب العام وإقالة المشير المفاجئة.. تذكرت كل هذا أثناء مشاهدتى لهذا الفيديو القصير وقلت فى نفسى لكِ الله يا مصر..لكِ الله يا مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة