بعض السياسيين يحبون لعب الدور المزدوج، مع السلطة طوال الوقت، وضد المعارضة بعض الوقت، لعبة الأحزاب المائعة التى لاتعرف لها رأسا من قدمين، ومنها حزب الوسط الذى كان نظام مبارك والإخوان، يلاعبون بعضهم به، فهو يحتوى على «بواقى الجماعة»، ولا تعرف لماذا لايعلن انضمامه لجماعته الأم، بعد انتهاء «الاستغماية».
نقول هذا بمناسبة الحكايات والأساطير الخاطئة التى اعتاد المهندس أبوالعلا ماضى رئيس الوسط ترديدها مؤخرا للدفاع عن الباطل، وتبرير الاستبداد والترويج لإنجازات وهمية. آخرها حفلة هجوم شنها على معارضى جماعته، واعتبر كل من يعارض الاستبداد مغرضا، وهو مثل جماعته يحتكر البطولة، متصورا أن ذاكرة الناس مسحت، يخلط فى خلافه مع القضاء والإعلام بين الوهم والأكاذيب، ولا يشعر بأى خجل وهو يتحدث عن إنجازات رهيبة يقول إنها ستنقل مصر إلى مصاف دول متقدمة، وكأنه يتحدث عن بلد آخر، أو يعيش فى قفص مكيف، ومن أجل السلطة، على استعداد للعب دور ثلاثى ورباعى، سلطة وحليف لجماعة الإخوان بفشلها واحتكارها، ومؤسس فى جبهة ضمير الجماعة المستتر.
وهو مثل جماعته، لاتعرف هل هى جماعة أم جمعية، أم حزب؟، ومثلها حزب الوسط لاتعرف ما إذا كان حكومة أم معارضة، إخوان أم مقطورة؟. بينما هو فى الواقع مع السلطة ومن أجلها مستعد لعمل دور السلطة صباحا، والمعارضة مساء، طبعا «معارضة المعارضة»، وليس للنظام، تماما مثل جبهة الضمير التى فصلتها جماعة الإخوان، بخليط من حزب الوسط، ومراهم وكبسولات وشراب. لدرجة أن الرئيس مرسى اعتبرها نموذجا للمعارضة المثالية، وهو يعلم أنها تضم قيادات الجماعة وأحباءها تعارض معارضته، وتحب محبيه، وتلعب الاستغماية فى «جنينة النظام». فى الصباح سلطة، وفى المساء معارضة، وبينهما «توك توك». يبحثون عن دور أو كاميرا أو منصب،ويلبسون ملابس الثورة فوق ملابسهم مع بعض «الميك آب».
المهندس أبوالعلا ماضى قال فى ندوة بطنطا، وسط مؤيديه من أعضاء جماعته وحزبه إن الإعلام جبن حينما كان هناك حساب هو من يدعى الشجاعة.
وبما أننى كنت ممن واجهوا مبارك وتوريثه، وأيضا أقول إن مايذكره أبوالعلا كلام غير صحيح، لأن صحفا كثيرة واجهت مبارك وتوريثه، والغزو، منها العربى والدستور وغيرهما، والإعلام الذى لايعجبه لعب الدور الأهم فى مواجهة الاستبداد، بينما كان هناك من يلعب الاستغماية مع السلطة، مثلما يفعل اليوم.
كانت صحف العربى والدستور بل والصحف الخاصة والقنوات، وعشرات الصحفيين ممن يعارضون جماعة أبوالعلا وضميره الآن، ممن واجهوا مبارك وتوريثه واستبداده فى حينه، وما تزال هذه الصحف متاحة لمن يريد، وكانوا يدافعون عن أبوالعلا وحزبه يوم كانت جماعة الإخوان وبعض منافقيها الآن، يلعبون مع مبارك وأجهزته دورا مزدوجا، مرة لصالح السلطة والتوريث من أجل الكراسى، وكان هناك من يلعب دور «معارضة المعارضة»، للدفاع عن إنجازات وهمية واستبداد مؤكد، مثلما يفعل رئيس وسط الجماعة، وباقى الجماعات متعددة الأغراض، ولا يتورعون عن الادعاء بأنهم من صنع الثورة، ويحولون معارضى مبارك إلى نظام سابق، بينما هم من كانوا يلعبون الاستغماية مع النظام السابق وأى نظام، بفضل ضمير عباد الشمس والسلطة.