سعيد الشحات

لا تلغوا الشهادة الابتدائية

الإثنين، 20 مايو 2013 07:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا من جيل كانت الشهادة الابتدائية له بمثابة العنوان الأول له نحو التفوق العلمى مستقبلا، وكانت الأسر المصرية وقتها تعيش نهارا، وتسهر ليلا من أجل أن يحصل أطفالها التلاميذ على هذه الشهادة، ولهذا أنظر إلى أى قرار بإلغائها نظرة ريبة، وتعبير عن أنها بمثابة حقل تجارب لـ«العك» فى العملية التعليمية برمتها، فلا أحد من القائمين عليها يعطيك اليقين بأن إلغاءها هو الصواب، خاصة حين يتم إخضاع هذا القرار إلى عوامل اقتصادية دون النظر إلى ما إذا كان سيؤثر بالسلب على المستوى التعليمى للتلميذ أم لا؟
والمثير فى هذه القضية، أنك ترى قرار وزير التعليم بإلغائها على سبيل أن هذا هو الوضع الطبيعى، وفى نفس الوقت يتم تجاهل تجربة مماثلة حدثت أيام كان الدكتور فتحى سرور وزيرا للتعليم حيث قرر إلغاء السنة السادسة من التعليم كله، لأنها ستوفر 20 مليون جنيه، وترتب على ذلك قفز التلميذ من السنة الخامسة إلى السنة الأولى الإعدادية، وذلك تحت مسمى مرحلة التعليم الأساسى، وبعد سنوات تم العودة إلى ما كان فى السابق، بعد اكتشاف الكوارث التى ترتبت على ما فعله «سرور»، بضعف مخيف فى مستوى التلاميذ، وصلت إلى حد أن الكثير منهم كان ينتهى من هذه المرحلة دون أن يستطيع كتابة اسمه، ومن يعد إلى الدراسات التى أنجزت حول ذلك وقتها، بالإضافة إلى التقارير والمناقشات التى دارت فى مجلس الشعب لإعادة السنة السادسة، سيجد الهول مما حدث بإلغائها، ولهذا كان قرار العودة بمثابة تصحيح لخطأ كبير حدث فى القرار الجديد، سنجد الإبقاء على السنة السادسة، دون أن تكون شهادة، لكن يبقى الخطر الأكبر فى أننا سنفقد خطوة، تستطيع الأسر من خلالها الاطمئنان على مستوى أبنائهم التلاميذ والوقوف على ما تحصلوا عليه دراسيا، وأخص بالتحديد فى ذلك غالبية الأسر المصرية التى تعجز عن إلحاق أبنائها بمدارس خاصة، لها مناهج تعليمية خاصة، وطريقة مختلفة فى التعامل مع الدارسين فيها.
فى التجارب العملية، نحن أمام واقع تعليمى سيئ، يحتاج إلى انتفاضة كاملة، وليس أساليب ترقيع، وإذا كان ضمن الأسباب التى قيلت بأن إلغاء الشهادة الابتدائية سيؤدى إلى إلغاء أعباء اقتصادية من على كاهل الأسرة المصرية متمثلة فى الدروس الخصوصية، فإنه على الضفة الأخرى ليس هناك ضمانة فى أن يؤدى ذلك إلى رفع المستوى التعليمى للتلميذ الذى سيتخطى السنة السادسة دون امتحان حقيقى وشهادة جدارة بنجاحه.
الدروس الخصوصية يلجأ إليها الجميع لعدم الاطمئنان إلى مستوى التعليمية فى المدارس، والأسرة التى تعد ابنها للنجاح التعليمى، لن تتخلى عن الدروس الخصوصية، سواء كانت السنة السادسة شهادة، أم لا، هى ستضطر إليه طالما ترى ضعف المستوى التعليمى فى المدرسة، بما يعنى أن المطلوب هو إصلاح شامل فى العملية التعليمية منذ دخول التلميذ إلى المدرسة حتى خروجه من الجامعة، وليس خافيا أن ذلك لن يأتى إلا بثورة شاملة فى المجتمع تنفذ إلى السياسة والاقتصاد وكل شىء.
سيحدثك المعنيون عن آراء الخبراء، والحقيقة أننا أمام آراء لهم لا تعطيك يقينا بالصواب والخطأ فى ذلك، وما دام الوضع كذلك فالأجدر أن ننحاز إلى التجربة، والتجربة تقول أن الشهادة الابتدائية حتى الآن قيمة مهمة لقياس مستوى التلميذ.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة