ماذا يحدث لو أدت عملية تحرير الجنود المصريين السبعة عن قتلهم، حتى لو أسفرت العملية عن قتل كل عائلة المختطفين؟.
أليس هذا احتمالا واردا بنسبة 1٪ فى ظل الظروف الصعبة والغامضة التى تحيط بالأوضاع الأمنية فى سيناء؟، ولو كان نجاح العملية مضمونا هل كانت القوات الخاصة تتأخر دقيقة واحدة عن تنفيذها؟.
وإذا كان التفاوض مع الخاطفين مهين ومرفوض والعملية محفوفة بالمخاطر، فلا سبيل إلا أن تستخدم الدولة كل عناصر قوتها بلا تخاذل أو تهاون، وأن تُحكم الحصار الحديدى حول المنطقة مستخدمة كل ما لديها من أسلحة ومدرعات وطائرات، حتى يقتنع الخاطفين وعائلاتهم بتسليم الجنود سلميا دون إراقة دماء، وأن تتوقف فوراً المفاوضات الهزيلة التى تضع المجرمين جنبا إلى جنب مع الدولة، فالدولة تكتسب قوتها بإعلاء سيف القانون وليس استخدام القوة المحفوفة بالمخاطر.
ليس صحيحا أن أهالى الجنود المختطفين سيفرحون لو تم تحريرهم وهم جثث، إنها مزايدات عاطفية لن تصمد أمام إزهاق أرواحهم، ولن تهلل الفضائيات لمذبحة قد تحدث ولو بالخطأ، بل ستشبع لطماً فى الجنازة، وسيرقص الجميع فوق جثث الخاطفين والمُختطفين.
المشكلة ليست تحرير الجنود ولكن تحرير سيناء وإعادتها إلى السيادة المصرية، وقطع الأيدى التى تعبث بأمنها واستقرارها، واستكمال تطهيرها من البؤر الإرهابية والإجرامية، وإذا كانت الدولة قادرة على استنفار قوتها كما يحدث الآن لتحرير الجنود، فلماذا تراخت وتكاسلت وتأخرت فى إحكام سيطرتها الأمنية على سيناء، وتترك العابثين والمتآمرين والطامعين يفرضون سطوتهم؟.
مشكلة الجنود سوف تنتهى سلميا أو بالقوة، ولكن مشكلة سيناء مستمرة ومتفاقمة، والمخاطر التى تحيط بها متشعبة وكبيرة، وسوف تتكرر عمليات الاختطاف والقتل والتفجيرات، إذا لم تعبأ البلاد قوتها لتحرير سيناء، تعبئة حاسمة وقاطعة على غرار حرب أكتوبر المجيدة.. ولا صوت يعلو فوق تحرير سيناء.