أيا كانت التحليلات والأقوال، فإن الفيديو الذى تم بثه لجنودنا المخطوفين من عصابات مسلحة فى سيناء، سوف تكون له تداعيات وآثار على كل مواطن طبيعى، ونقصد غالبية المواطنين، ممن لم يصبهم فيروس تبرير الإرهاب. أو مرض ادعاء الإنسانية بتبرير جرائم ضد الإنسانية على حساب القانون. مصر لم يحدث أن شهدت هذا النوع من الإرهاب، ولا حتى من الاحتلال، والخاطفون تعاملوا مع الجنود المصريين ليس حتى كأسرى، تم خطف مدنيين عزل بالقوة، ومهما كانت مطالبهم أو طلباتهم انتهت لمجرد ظهور بنادقهم فى رؤوس المخطوفين، ولايمكن الاعتداد بما تم تحفيظ الأسرى إياه ليقولوه، وصلت رسالة واحدة. أن الإرهابيين تجاوزوا الأعداء، لأن العداء له قواعد والحرب لها قوانينها التى تمنع تهديد الأسرى أو تعذيبهم. إرهابيون ينتمون إلى عالم بدائى، ومن الصعب لمواطن أن يتعمد إهانة وطنه وتهديد المدنيين العزل، ولو كانوا من مواطنى مصر فهم فى حاجة إلى علاج بعد العقاب.
هؤلاء غالبا ينتمون إلى جماعات سوداء قادمة من خلطة الإرهاب الدولية، التى لاتعرف حرمة لوطن ولا إنسان. مدارس الإرهاب التى نراها فى اليمن وأفغانستان والعراق، لايعرفون دينا ولا ملة، ولا يربطهم بفعلتهم سوى المال، ولا يمكن نسبتهم إلى الإسلام وربما كانوا مستأجرين، ليسيئوا للإسلام. مثلما يفعل الإرهابيون الذين ملأوا الفضاء والأرض من حولنا، يسميهم رعاتهم بأسماء فيها إسلام ليسيئوا للإسلام أكثر من أعدائه.
الخاطفون يحسبون على الإرهاب العالمى والدولى، وبعيدا عن أى نوع من المزايدات أو المؤامرات، ما يجرى له علاقة بالإرهاب، ومحاولات انتزاع سيناء من السيادة المصرية لتصبح محطة بديلة للتنظيمات الإرهابية، ومأوى بديلا لمناطق تم طردهم منها.
ومن الصعب تقبل فكرة أن عملية اختطاف الجنود ومحاولة إظهارهم بهذه الصورة المهينة، للضغط من أجل الإفراج عن متهمين أدانهم القضاء بالقتل. لأن لذلك طرقا أخرى، ليس من بينها إهانة الدولة. والتصرف بطريقة المحتل والقرصان. وما جرى عمل إرهابى يتجاوز ذلك ويشير إلى جماعة أو تنظيم ينتمى لعصابات تعمل بالأجر، دعك من الشعارات التى يرفعونها باسم الإسلام أو الدين أو العقيدة، فهى مجرد ستار للمرتزقة الذين ينفذون أهداف أجهزة استخبارات أو تنظيمات إرهابية تنفذ خططا للممولين.
وعليه فإن الفيديو الذى يظهر فيه الجنود تحت التهديد، ليلوموا وزير الدفاع ويطالبوا الرئيس أو حتى العكس، فهى مجرد واجهات لتفاصيل وعلاقات أخرى تمتد إلى الخارج وتتجاوز مصر لأهداف من الخارج.
ولهذا تبدو التبريرات الساذجة التى حاول بعض مدعى الثورية تقديمها، بزعم الحقوق، يتفقون مع الإرهابيين السابقين الذين لم يعالجوا، ويتجاهلون حقوق القانون والأبرياء، يبررون مطالب الخاطفين، ويطالبون بالتفاوض حول حقوق مواطنين لاذنب لهم سوى أنهم يؤدون دورهم فى حراسة هؤلاء الثوريين العواطلية.
هناك إهانة لهيبة الدولة وجنودها لاعلاقة لها بالمواطنة. وكل دول العالم تتعامل معها بوصفها إرهابا، من جماعات لاعلاقة لها بالدين ولا المواطنة والمطالب، ولهذا فإن التعامل معها بميوعة، وتبرير التفاوض، يفتح بابا لجعل مصر مثل العراق أو الصومال،ويستهدف المدنيين لصالح أجهزة استخبارات وشركات سلاح ومهربين.