محمد الدسوقى رشدى

هى نتيجة الانتخابات الرئاسية موصلتش للدكتور مرسى لسه؟!

الثلاثاء، 21 مايو 2013 10:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى بعض الأحيان أنت مضطر إلى إجراء مقارنات تبدو خيالية من وجهة نظر البعض حتى تتعلم، أو على الأقل تدرك أن الحجج والأسباب التى تستخدمها لتسويق ضعفك وعدم قدرتك على إدارة الأمور تدمرها تجارب واقعية أخرى تثبت أن العيب فيك وليس فى الظروف كما تدعى..

الكلام السابق يخص الدكتور محمد مرسى الذى لم يصدق بعد أنه يحمل لقب رئيس جمهورية مصر العربية، ولو طبق الدكتور مرسى ومعه الإخوان وجهة النظر هذه على حالهم السياسى لأدركوا أن ما حدث فى الولايات المتحدة الأمريكية بعد حادث تفجيرات بوسطن والطريقة التى أدار بها أوباما الأزمة أولا لتعلموا أشياء هم فى أمس الحاجة إليها، وثانيا لأدركوا أن كافة الحجج الخاصة بالدولة العميقة والظروف التى تمنع الرئيس من أداء عمله تبقى أمورا لا محل لها من الإعراب ولا تكفى أبدا لتبرئة الدكتور مرسى والإخوان من تحملهم مسؤولية ما يحدث فى مصر من كوارث..

مقارنة بسيطة بين الطريقة التى أدار بها الرئيس الأمريكى أوباما أزمة تفجيرات بوسطن والطريقة الساذجة التى يدير بها الرئيس مرسى أزمة اختطاف الجنود المصريين السبعة، ستكشف لك أن العيب محله العقل، وشخصية الرئيس – أى رئيس - ولا شىء آخر..
فرق كبير جدا أن تكون رئيسا بجد يعرف متى يتكلم؟! وماذا يقول؟!، وبين أن تكون ظلا لا أثر ولا تأثير له، «سد خانة» يعنى، أو «كتلة» تملأ حيزا من الفراغ تتكلم قبل أن تفكر، وتتهم قبل أن تحصل على دليل، وتتمتم بما لا تدرك، وتعد بما لا تقوى على تنفيذه.

فرق شاسع يمكنك أن تلمسه وتشعر به حينما تتابع أداء الرئيس الأمريكى باراك أوباما وتصريحاته وخطواته السياسية والإدارية عقب تفجيرات بوسطن الإرهابية، متى تكلم؟، وماذا قال؟، وكيف خرجت التصريحات من فمه؟ وكيف تحرك لإدارة أزمة بلاده بعد دقائق من حدوثها وليس بعد ساعات أو أيام مثلما فعل ويفعل «مرسينا» فى كل أزمة سواء كانت قتلا أو فتنة أو اختطافا.

لأنه رئيس «بجد» ولم يكن مجرد بديل ساعده الحظ وعصر الليمون على الوصول إلى قصر الرئاسة، تحرك أوباما للتعامل مع أزمة انفجارات بوسطن بعد دقائق قليلة من التفجير الأول، ولأنه كما قلنا رئيس «بجد» لا يكذب ولا يتجمل ولا يدعى معرفة ما لا يعرفه، ولا يدير أمور الدولة بالفهلوة والارتجال خرج أوباما ليؤكد بشجاعة أن البيت الأبيض لم يعرف بعد الجانى، وقال بالنص: «لا يجب أن يتسرع أحد فى الاستنتاج قبل أن نعرف كل الحقائق، وسوف نتوصل إلى حقيقة ما حدث وسنعرف من فعلوا هذا ولماذا فعلوه». ثم كرر قائلا: «سنكشف هوية من قام بهذا العمل وسنحاسبه».

فعل أوباما هذا ولم يخش من اتهامات تلاحقه بأن الرئيس لا يعرف الجناة، ولم يخش أن يتهمه أحد بأن الرئيس لا يعرف لأنه رجل عاقل ويعلم تماما أنه لا يعيب الرئيس – أى رئيس - أن يقول لا أعرف ولكن العيب كل العيب وكل الفضيحة أن يقول الرئيس أنه يعرف وهو لا يعرف أو ربما يكون أجهل الجاهلين.

ولكى تعرف لماذا يحصل أوباما ومن مثله على لقب «رئيس بجد» بينما يحصل آخرون على لقب «الكتلة التى تشغل حيزا من الفراغ»!، يمكنك ببساطة أن تقارن ما سبق من تصريحات وطريقة لإدارة الأزمة بما فعله الدكتور محمد مرسى أثناء كارثة استشهاد جنود رفح، أو ما يفعله الآن فى كارثة اختطاف الجنود المصريين السبعة.

تحرك الدكتور مرسى بعد الحادث بساعات، وترك المساحات مفتوحة للتخمينات والتكهنات التى تأكل من هيبة الدولة وتدمر الروح المعنوية للمواطنين والجنود، ثم خرج علينا فجأة مثلما فعل بعد حادث استشهاد جنود رفح ليصرخ قائلا على تويتر: «لا تفاوض مع القتلة وسيرى خاطفو الجنود رد فعل قويا»، ثم أضاف على ذلك جملة أخرى تقول: «لا مجال لمهادنة هذا الغدر وهذا العدوان»، ثم أنهى تهديداته الكلامية باجتماع مع رؤساء أحزاب وناشرين وكتاب وداعية إسلامى لمناقشة الأزمة..

ولأنه لم يكن يعرف ماذا يقول وماذا يفعل؟، ولأنه اعتاد منذ الحملة الانتخابية أن يكذب على الناس بوعود يعلم يقينا أنها بعيدة عن الحقيقة والتنفيذ، قال الدكتور مرسى ما قاله متخيلا أنه سيحصل على لقب شجيع السيما دون أن يدرى أن الأيام ستمر لتثبت أنه أضعف من أن يحقق الوعود، وأنه يتكلم دون خطة، ويصدر قرارات دون دراسة، ويلون تصريحاته بالألوان دون أن يملك قدرة على تنفيذها، وتلك أشياء لا يفعلها الكبار أبدا.. لا يفعلها الرؤساء «اللى بجد» أبدا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة