أشجع حملة «تمرد» وأفهم دواعى حملة «مؤيد» ولكنى حائر فى حملة «تجرد»، فما هى الأشياء المطلوب التجرد منها لتأييد السيد الرئيس؟ فهل المقصود الحقوق أم العقول أم «الهدوم»؟ خاصة بعد أن تم اعتقال العديد من شباب 6 إبريل بعد أن تظاهروا بملابسهم الداخلية أمام بيت وزير الداخلية، فما هو حكم التجرد فى حب الرئيس؟ على أى حال من حق أى مواطن أن يؤيد أو يتمرد أو حتى يتجرد، ولكن مجانا ولا يمكن أن تتحرك البلاد بجنيه من هنا أو كيس مكرونة من هناك، إلا لو قررنا أن نعيش فى محل بقالة ونترك البلد للفئران، لذلك لا تتعجب مما يحدث فى سيناء، فقد تجردنا من كل نخوة لنتفاوض على أولادنا ونحافظ على سلامة الخاطفين. فنحن نخضع لنظام لا يعرف معنى الوطن ويحفظ مبادئ الجماعة لا يفهم قيمة السيادة الإقليمية ولكنه يسعى لوهم السيادة العقائدية.. نحن يا سادة أمام نظام أصغر بكثير من أن يحكم دولة فقرر أن يسخطها لتصبح عشيرة تبعا للمثل القديم «عشة تمليك ولا قصر بشريك».. لذلك سيظل البلد يتقلص حتى يتناسب مع إمكانياتهم المحدودة، فلا مانع من ترضية السودان بحلايب وشلاتين وترك سيناء للجهاديين وحصة مياه النيل للأثيوبيين ونقسم على الغرب قناة السويس، وعلينا أن نعيش فى هذه المهزلة بلا معارضة لأن أى نقد أو رفض يعنى العداوة مع الدين الإسلامى!! لذلك ستظل البلاد منقسمة بين تمرد وتجرد، كما انقسمت بعد الثورة إلى نعم ولا، وبعد حكم الرئيس المنتخب إلى جبهة الإنقاذ وجبهة الضمير أو كفرة ومسلمين.. سنظل على هذا الانقسام حتى يتحول إلى شرخ، ويكره كل طرف الطرف الآخر وينبذه ويفكر فى الابتعاد والانفصال عنه فيتحول التجرد والتمرد إلى تشرد، يومها فقط سنكتشف كيف يغلبنا الجشع ويكسرنا الطمع ونتحول إلى إقليم شمالى وإقليم جنوبى ودول متحاربة، وسنفهم أننا كنا جميعا مجرد لعبة يلهو بها الآخرون وأن كل ما فعلناه فى هذا البلد لا يرضى لا مسلمين ولا علمانيين ولا حتى الكفرة الملحدين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة