المعروف لدى العامة والذى هو حقيقة ثابتة غير قابلة للنقاش، أن هرم خوفو بناه الملك خوفو، وان هرم خفرع بناه الملك خفرع، وأن هرم منقرع قد بناه الملك منقرع، هل لمرور آلاف السنوات قد تغيرت هذه الحقيقة؟ أم أننا توارثناها جيلا تلو الآخر، ولم يجرؤ أحد أياً من كانت مكانته وسلطاته أن ينسب بناء أحد الأهرامات الثلاثة لأحد آخر غير بانيه الحقيقى؟! بالطبع الإجابة معروفة وأصبحت جزءا من التاريخ.. قس على هذا إنجازات عديدة لا تُعد ولا تحصى قد حدثت بمصر عبر تاريخها الطويل ولم يجرؤ حاكم أو غيره أن ينسبها لنفسه أو لأحد آخر إلى أن جاء إلى وزارة الثقافة وزير جديد، يدعى الدكتور علاء عبد العزيز الذى أثار تعيينه ردود أفعال غاضبة بوسط المثقفين والفنانين والمبدعين لدرجة أن قطاعات عديدة قامت بتظاهرات ضده، بل ووصل بعضها إلى مكتبه واقتحمته ومنعته من دخول قطاعات بالوزارة، الأمر فى مضمونه أصبح شيئا عاديا فى ظل حالة الفوضى التى تمر بها مصر منذ تاريخ 28 يناير 2011 الأسود وإلى الآن، وقبول أى فرد منصباً الآن بالدولة أصبح مغامرة كبرى ولابد من التعامل معها بحذرٍ شديد، فهل تعامل الدكتور علاء مع المغامرة بحذرٍ أساساً؟! لا لم يتعامل ودخل بصدر مفتوح، ومن هنا بدأت المشكلة.. لقد أمرَ بشىء عجيب يعود بنا إلى أول سطور المقال، حيث أمر سيادته الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب وقتها أن يغير اسم مشروع مكتبة الأسرة ليصبح مكتبة الثورة!! أى عبث هذا يا معالى الوزير؟! أيعقل أن تكون السيدة سوزان مبارك صاحبة المشروع ويتم نسبه إلى الثورة؟! إنه تزوير فى التاريخ وإجحاف لحق السيدة وإهانة للأسرة المصرية التى هى معنية بالمشروع، رفض مجاهد الأمر فأقاله الوزير!! ولم ينتظر رد الفعل حتى أصدر قرارا بإقالة الدكتورة إيناس عبد الدايم من منصبها كرئيس للأوبرا المصرية ثم عاد فيه سريعاً حينما استشعر أن الجبهات زادت ضده!! تخبط شديد. يا دكتور علاء، إن عملك هو الذى سيصنعك، واعلم أن تملقك للثورة لن يفيدك بأى شىء وكثرة الجبهات ضدك كفيلة لجلوسك بمنزلك أسرع مما تتصور، فالمسألة ليست فى cd عليه شات مع طالبة، لأنها ببساطة حياتك الخاصة وأنت حر فيها تفعل ما تشاء، ولكن وزارة الثقافة وزارة مصر والمصريين، وأنت مجرد صفحة فيها قد تكون بيضاء وقد تكون سوداء لون الكُحل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة