فى الصيف الماضى صرخ الناس من معاناة انقطاع التيار الكهربائى المستمر فى كل محافظات الجمهورية، بما فيها المناطق الراقية فى القاهرة. لأول مرة منذ جئت للعاصمة فى أوائل الثمانينيات أرى المهندسين، والزمالك، وجاردن سيتى غارقة لساعات فى الظلام، بسبب انقطاع التيار، وهى المناطق التى كنا نظن أنها قطع من الجنة على الأرض، لا تزول عنها الشمس ليلا أو نهارا أبدا.
فى عصر النهضة الكل سواء فى أزمة الكهرباء مع اختلاف المستويات الاجتماعية، فهناك مدن ومناطق ينقطع عنها التيار لساعات، وهناك مناطق أخرى تعيش فى الظلام لأيام وليال. فى عصر النهضة التى بشرنا بها الرئيس وجماعته وأهله وعشيرته نحن نتقدم نحو التنمية والبناء فى الظلام، وتحت جنح الليل، وهنا تكمن «العبقرية» الجديدة التى لا مثيل لها للنهضة فى الظلام، حتى لا نتعرض للحسد من الدول الصديقة والشقيقة إذا تقدمنا ونهضنا فى النور.. الصبر يااارب. خلال اليومين الماضيين، ومع ارتفاع درجة حرارة الطقس، هلت بشائر حكومة قنديل وغرقت مصر كلها فى الظلام فى موسم الامتحانات، وأبناؤنا فى الإعدادية يؤدون امتحانات نهاية العام، وطلاب الثانوية يستعدون لامتحانات نهاية العام، ومستقبلهم مهدد بسبب انقطاع الكهرباء، والعودة إلى عصر لمبة الجاز والشمع و«الكلوب»، وإذا استمر الحال فسوف يخرج طلاب الثانوية والإعدادية فى مظاهرات ضد «حكومة الظلام» التى لم تتوقف الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية منذ وصولها، وإصرار الرئيس على استمرارها رغم كل آيات وعلامات الفشل والعجز.
الأزمات لا تتوقف منذ وصول الرئيس مرسى وجماعته ورئيس وزرائه هشام قنديل للحكم، ولا حلول لها، والغضب يتصاعد، والناس معذورون إذا احتجوا وهددوا بعدم دفع الفواتير ما داموا لا يحصلون على الخدمة.
المفارقة العجيبة أن وزير الكهرباء الحالى صرح فى حوارات صحفية وإذاعية وتليفزيونية كثيرة بأن الصيف الحالى مظلم، ولن يستطيع فعل شىء، ومع ذلك فقد استمر الوزير فى منصبه فى التعديلات الوزارية الأخيرة، لأنه «رجل طيب وبيسمع الكلام»، ومن المؤلفة قلوبهم مع جماعة الإخوان. فالوزير الذى يصرح بأن الصيف مظلم، وليس بيده شىء ليفعله لإنقاذ مصر من الظلام، بالتأكيد لا يستحق البقاء والاستمرار فى منصبه، لكننا فى عصر النهضة، كل شىء جائز.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة