عزيزى وزير الصناعة افتح القوس واقرأ معى.. (فى زمن تسهل فيه الفتنة، ويختلط المستقل بالتابع، ويطغى على السياسة حديث الأصابع، وتترفع الحقائق عن الموت فى الحارة المزنوقة، وتتداخل فى أذهان السادة المسؤولين أمثالك المهام التنفيذية مع المعارك السياسية، وتباهى حكومة صلعاء «قرعة بالعامية» بشعر بنت أختها «النظام السابق» ويتمطع الكادر الحزبى متفاخرا بقدرته على الكذب «آليات الديمقراطية»، فمن الطبيعى أن تتفرغ سيادتكم يوميا لمغازلة الجماهير ودغدغة مشاعر الملهوفين على الاستقرار بالكتابة على الفيس بوك معلنا عن نهضتك الخاصة «سأزف إليكم خبرا سارا كل صباح»، وتفحم المنتقدين لأداء حكومتك بأنهم يتحدثون بلا عمل، وتقبل رأس عامل مسلم أنقذ مصنع الطفايات المسيحى من الإفلاس «لحظة أبكى»، وتحرجنا بوعودك المتفائلة بانتهاء عصر المحتكرين للصناعات الحيوية «بما فيها الألبان طبعا»، وتسخر من العشرينيات التى تدعو لها قوى معارضة وتعايرها بعدم القدرة على الحشد «ع القدس رايحين شهداء بالملايين»، وتطالب تلك القوى بأن تتجرد وتشارك فى البناء وأن تضع حلولا وبدائل، بل تتعهد أنت شخصيا بأن تكون أول المبادرين وتمد إليهم يدك وتفتح قلبك للعصاة منهم.. طبيعى أيضا أن تنسى أنك أمامك مهمة مقدسة لا يجب فيها أن ترد على الانتقاد بالقول والسخرية، عليك فقط العمل، وتتجاهل أن أفضل رد على الانتقاد هو الإنجازات.. لماذا لا تجرب أن تتجرد أنت قليلا عن شعورك بالامتنان لمن عينوك وضمنوا لك البقاء فى الوزارة رغم كل ما طرأ عليها من تغييرات، أم أنك تفضل أن ترد الجميل فى الفضاء الإلكترونى ليقول الناس إنك وزير متواضع يقول رأيه بصراحة.. سيدى الوزير أنا أرى أنك مغرور ببقائك فى الوزارة، وتسعى دائما لتكون فى صورة الوزير المظلوم الذى يعمل فى صمت لكنه يتأثر سلبا بالانتقادات، لا تنس.. لولا أن هناك انتقادا دائما للسلطة ومعارضة تجلد ظهر الحكومة ليلا ونهارا بحثا عن الأفضل لما كنت فى مكانك الذى أنت به الآن.. حتى فى أعتى الديمقراطيات فى العالم تظل المعارضة فى مطاردة إنجازات الحكومة حتى تجعلها «تنفخ فى الزبادى» ولم نسمع أن وزيرا ترك عمله لينصب مكلمة على الفيس بوك للمنتقدين..عزيزى أنت أصبحت وزيرا مسيسا.. وعلى فكرة «أنا مش إخوان بس بحترم المعارضة» انتهى القول ويمكنك أن تغلق القوس..).